واصلت واشنطن مسلسل توحشها وإجرامها وسفكها لدماء الأبرياء في سورية بارتكابها مجزرة جديدة في ريف البوكمال راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى أن مجرم البيت الأبيض يريد أن «يبرهن» للعالم أن الإمبراطورية التي ترعى الارهاب الداعشي منخرطة في محاربته بعد أن ساهمت إدارة سلفه أوباما ـ باعترافه ـ إلى جانب العديد من الدول والجهات بتصديره إلى سورية، ليكون الذريعة المستمرة لهم من أجل التدخل في شؤون سورية والمسّ بسيادتها.
جرائم الأميركيين وتحالفهم المزعوم لمحاربة داعش بحق المدنيين في سورية لم تتوقف منذ العام 2014 وكان آخرها الأسبوع الماضي قصف بلدة هجين بريف دير الزور بالفوسفور الأبيض المحرم دوليا، والذريعة كما أسلفنا محاربة تنظيم داعش الذي تحظى جيوبه المتبقية في هذه المحافظة ـ لغاية في نفس ترامب الخبيثة ـ بحصانة خاصة تحول دون قيام سورية وحلفائها بتنظيفها والقضاء نهائيا على فلول التنظيم المتبقية كما يجري اليوم في بادية السويداء.
المتابع لسير عمليات التحالف الأميركي في شرق الفرات يكتشف تغاضياً مفضوحاً عن جرائم ونشاطات التنظيم الإرهابي في مقابل تعمد استهداف المدنيين حصراً على خلفية رفضهم المستمر أن يكونوا أداة في يد الأميركيين لتقسيم سورية كما هو حال مليشيات قسد التي تنفذ أجندة أميركية واضحة عبر سعيها لإقامة كيان عرقي انفصالي في هذه المنطقة ترفضه جميع مكونات الشعب السوري.
استمرار التحالف الأميركي بارتكاب مجازره ضد المدنيين وقيامه بتدمير البنية التحتية والجسور والمؤسسات في المدن والقرى السورية يكشف عن النوايا الحقيقية للوجود الأميركي غير الشرعي في شمال شرق سورية، والتي تصب بمجملها في خدمة الكيان الصهيوني الذي ما انفك يعبر عن رغبته في إضعاف سورية وتقسيمها لأنها تقاوم مشاريعه وأطماعه الاستعمارية.
مجازر واشنطن الأخيرة بحق السوريين تصب الزيت على النار وتدفع باتجاه حرائق أوسع على مستوى المنطقة والعالم، وهذا يتطلب تحركا دوليا لإدانتها ومنعها، لأنها جرائم موصوفة ضد الإنسانية ولا يمكن تصنيفها في إطار مكافحة الإرهاب.
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأثنين 22-10-2018
رقم العدد : 16816