وداعاً دي مستورا

عزم الرجل على الاستقالة، وحدد الموعد، هي ليست بالاستقالة المفاجئة.. فقد وصل فعلاً للطريق المسدود.. كما سلفاه، الأخضر الابراهيمي وكوفي أنان.
السؤال الطبيعي: لماذا يصل المبعوثون الدوليون إلى سورية إلى الطريق المسدود وإلى حد ما بسرعة.. وإلى حد بعيد بنتائج لا تذكر.. إن كان غرض مهماتهم الوصول إلى حل..!!
لماذا..؟؟
بتقديري إن فشل مهمات المبعوثين الدوليين إلى سورية.. له علاقة وثيقة الصلة بمستوى النجاح الذي تحققه الأمم المتحدة في سورية.. وغير سورية.. فالمبعوثون إنما تندرج مهماتهم ضمن نشاط المنظمة الدولية ويختارهم الأمين العام بعد مشاورات له بهذا الاتجاه أو ذاك.
دور الأمم المتحدة في العالم وفي حل قضاياه العالقة والخطرة، في تراجع وتضاؤل مستمرين!!.
فما هو دور الأمم المتحدة في ما يجري في اليمن وليبيا.. وفلسطين..؟؟!! ما دورها في انهيار عديد الاتفاقات الدولية..؟! ما دورها في إلزام الحكومات بالمواثيق والاتفاقات الدولية.. ما دورها في الجرائم ذات الطابع الدولي وغيرها.. بل حتى ما موقفها من ذلك كله؟؟!!.
الأمم المتحدة عاجزة منذ الحرب الباردة بين المعسكرين وازدادت عجزاً في مرحلة الهيمنة الأميركية.. بل إن أميركا في كل سلوكها السياسي والدولي العام ما انفكت تؤكد للمنظمة الدولية محدودية دورها. وتنظر الولايات المتحدة للمنظمة الدولية كمؤسسة ركبت على نتائج الحرب العالمية الثانية.. ولما كان من نتائج تلك الحرب تعدد المنتصرين وبينهم على وجه التحديد الاتحاد السوفييتي.. تشعر الإدارات الأميركية اليوم أن هذه المؤسسة لم تعد قادرة على الاستمرار مهما كان مستوى خضوعها لما تقرره الولايات المتحدة.
إذا كان حال الأمم المتحدة كذلك.. فما بالك بحال مبعوثيها..؟!
مع سورية تتركز حالة الأمم المتحدة على خطأ بدأ منذ اتجهت للتعامل مع الأحداث التي تحولت إلى حرب مركبة متعددة الجوانب كارثية النتائج.. ؟!
أيضاً هي وفي ظل الضغط الغربي والعربي على سورية وما حصل في دول أخرى بينها ليبيا ومصر وتونس.. تصرفت على أساس أن سورية سائرة إلى السقوط بسرعة.. ولم ترَ المنظمة الدولية كبير إثم في اعتمادها التصرف تجاه سورية على هذا الأساس وصولاً إلى تأييد الضربات العسكرية الغربية عليها.. أو على الأقل، السكوت عنها..!!!! كل ذلك ولم يندَ لها جبين بسبب مواقفها المخزية لما جرى في ليبيا.
بشكل عام وفي أساس بنية فكر الأمم المتحدة – إن صح التعبير – كانت تنظر إلى قوة سورية تحكم الآن وقوة خارجية تطالب بالسلطة.. على قدم المساواة.. دون مراعاة فعلية لطبيعة هذه القوة، وتوضعها.. ودورها في حياة السوريين.. وحياة سورية.. والحقيقة أن المبعوثين الدوليين كانوا غالباً يخضعون لمنطق يضعهما طرفاً وليس وسيطاً..؟!
فإن كان السيد الأمين العام يبحث عن مبعوث جديد ضمن الشروط نفسها.. فلا شك أن مهمته ستواجه العجز ذاته..
أسعد عبود
  As.abboud@gmail.com  
التاريخ: الأربعاء 24-10-2018
رقم العدد : 16818

آخر الأخبار
حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس... وسط تحديات كبيرة.. فرق الإطفاء تسيطر على معظم الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة   إجماع عربي وإسلامي على إدانة تصريحات نتنياهو بشأن "إسرائيل الكبرى"  الصناعات السورية بوضع لا تحسد عليه ..   محمد الصيرفي لـ"الثورة": أمام انفتاح الاستيراد على مصراعيه.... " قمة ألاسكا" .. صخب وأضواء  بلا أي اتفاقات !   رصين عصمت لـ"الثورة": الدراسات الهندسية لضمان تنفيذ المشاريع بأفضل المواصفات