كم هو مثير للاشمئزاز حال ذلك التحالف الأمريكي المارق على الشرعية، ودوله التي تحاول أن تنسب لنفسها أي إنجاز يتم في الميدان السوري لجهة القضاء على الإرهابيين المأجورين، وهي التي تعرف بأنها الصانع الأوحد للإرهابيين والمستثمر فيهم استيراداً وتصديراً وتصنيعاً.
الأمريكي والفرنسي والبريطاني حتى وإن خلعوا عن أنفسهم عباءة الإرهاب والإجرام، وارتدوا عباءة الإنسانية، أو حتى تنكروا بجلباب الشهامة البشرية والتباكي على السوريين، فإن ذلك لن يفيدهم شيئاً، فالأمور كلها وضعت في نصابها وعلى مسارها الصحيح.
أكثر من 1114 مدنياً قضوا في سورية والعراق منذ آب 2014 نتيجة غارات التحالف الأمريكي العدوانية وتحديداً في المنطقة الشرقية، وهذا الرقم هو ما اعترف به (التحالف)، مع أن الرقم الحقيقي يفوق ذلك بعدة أضعاف، وذاك الرقم وإن كان ليس بالسهل، إلا أنه إن دل على شيء، فهو إنما يدل على مدى النفاق والإجرام الذي وصل إليه هذا التحالف المارق، فهل هو حقاً رغم كل ما يمتلكه من ترسانة أسلحة متطورة ودقيقة لا يستطيع التفريق بين المدنيين والإرهابيين الدواعش؟!، وكيف يدعي أنه يتواجد في أراضينا لمحاربة الإرهاب فيما التقارير الاستخباراتية وحتى اللحظة تؤكد أنه الداعم والمدرب والممول لأولئك الإرهابيين القابعين أصلاً في قواعد قواته الغازية؟!.
مدينة الرقة هي مثال حي لما نقوله، فمن المسؤول عن تدميرها بالكامل، وعن الجثث المتفسخة للمدنيين الأبرياء المنتشرة في شوارع المدينة، ومن وراء تشريد من بقي من سكانها وجعلهم دون مأوى، أوليس هذا التحالف المارق ومرتزقته؟!، ثم إن ما ارتكبه هذا التحالف في الرقة والحسكة ودير الزور وتحديداً باستخدامه للفوسفور الأبيض ألا يرقى إلى جرائم الإبادة التي تستوجب المحاسبة؟!.
في سورية من يقضي على الإرهابيين من دواعش ونصرة وغيرهم هو فقط الجيش العربي السوري، وحلفاؤه، أما الأمريكي فهو لا يعدو عن كونه قوات احتلال غازية، ووجودها غير شرعي، ومهمتها الوحيدة تتلخص في استيراد المنتجات الإرهابية وتفريخها وتفخيخها وتحويلها إلى قنابل موقوتة لتتفجر فيما بعد في صدور السوريين.
حماة الديار على عهدهم باقون.. وهاهم يواصلون معركة التحرير والتطهير والنصر الأسطوري رغم أنوف المعتدين.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 24-10-2018
رقم العدد : 16818