تنتشر في الصيدليات الزراعية مبيدات زراعية غير فعالة أغلبها مغشوش وتكاد تكون فائدتها معدومة، فإذا كان الفلاح يعاني ويتحمل مشكلات وأزمات زراعية تفوق قدرته خاصة لجهة عدم تسويق المحصول وتدني أسعار منتجاته إلى حد كبير فإن مشكلة المبيدات الزراعية جاءت لتزيد من آلامه وأوجاعه فهي إضافة لكونها مهربة ومغشوشة فهي باهظة الثمن وأسعارها جنونية وتؤكد المعلومات أن 85% منها مهربة ومصدرها شركات غير مرخصة كما أنها حسب قول أحد الخبراء الزراعيين مبيدات حشرية ممنوعة وقاتلة وتنقل الأمراض رغم القوانين والقرارات الصارمة في هذا المجال.
إن انتشار المبيدات الزراعية المهربة والمغشوشة ووجودها في الصيدليات الزراعية بلا رقابة يستدعي العمل بجدية للمتابعة والمعالجة وضبط هذه الحالة بالسرعة القصوى لأن آثارها وتداعياتها خطرة على المحاصيل الزراعية والصحة العامة.
ولماذا لا تكون الأدوية الزراعية المحلية وهي متوافرة وموثوقة وذات فاعليه قوية هي الأساس والمعيار في كل ما يتعلق بالمحاصيل الزراعية لناحية رعايتها والاهتمام بها صحياً وزراعياً خاصة أن الجهات المعنية تركز على تطبيق الإدارة المتكاملة وعلى وجه الخصوص في موضوع مكافحة رش المبيدات عبر اتباع وسائل جديدة تحافظ على البيئة وتحقق منتجاً ومحصولاً نظيفاً سواء في الأسواق المحلية وحتى الخارجية وبالتالي يمكنه المنافسة ولا سيما أن المنتج الزراعي السوري يتمتع بمواصفات وميزات خاصة..؟؟
إن النظام الذي تقوم به وزارة الزراعية فيما يتعلق بمراقبة استيراد المواد الزراعية دقيق وصارم وتؤكد عليه التشريعات والقوانين وكافة القرارات والتعاميم التي تأتي بعدها ولا بد أن يخضع نظام المراقبة هذا إلى متابعة وعناية واهتمام بعيداً عن إجراءات الروتين والبيروقراطية والتشدد في محاسبة التاجر المستورد وتحمليه المسؤولية عن أي خلل في شروط الاستيراد وبالتالي أن تخضع المبيدات الزراعية المستوردة إلى رقابة دورية كما هو الأمر بالنسبة للأدوية الزراعية المحلية..! فمن غير المعقول أن تنتشر في أسواقنا مبيدات مهربة بنسبة كبيرة جداً وننظر إلى الأمر بهذه البساطة..!! هي مسألة ومسؤولية وطنية تحتاج لمعالجة فورية..!!
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 30-10-2018
رقم العدد : 16823