حملات تطوعية للنظافة والتشجير، محاضرات ونشاطات مختلفة سبقت اليوم الوطني للبيئة الذي يصادف يوم غد الخميس الموافق للأول من تشرين الثاني وذلك في إطار اهتمام وزارة الإدارة المحلية والجهات المعنية الأخرى بالحفاظ على البيئة ومكوناتها.
حملات تنشط في كل عام في هذه المناسبة وتستهدف في أغلبيتها نشر الوعي بين المواطنين صغاراً وكباراً بأهمية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية؛ وترتبط عناوينها أكثر فأكثر بأهداف إعادة الإعمار وتحقيق التنمية المستدامة مع توسع الدولة في بسط سيطرتها على شتى بقاع الوطن.
لكن المطلوب اليوم ونحن على أعتاب خوض غمار هذه المرحلة من إعادة البناء والإعمار البدء بخطوات حقيقية لمرحلة جديدة في مجال تحقيق الأهداف العريضة بحيث يصبح الحفاظ على البيئة ممارسة عملية تدخل في صلب الحياة اليومية لكل مواطن تبدأ من البيت وطرق التعامل السليم مع النفايات وتمتد إلى الشارع والمدرسة ومكان العمل، تحت طائلة تنفيذ العقوبات المنصوص عنها في القوانين والغرامات المالية التي تشددت فيها محافظة دمشق قبل أعوام في حق مرتكبي مخالفات النظافة العامة والمخالفات المتعلقة بالمرافق والأملاك العامة بما في ذلك غرامة إلقاء القمامة من قبل أصحاب المصانع والمحلات والبسطات وإلقاء النفايات في الأنهار وغيرها..
والمطلوب أن يصبح يوم البيئة فرصة لاستعراض ما تم تطبيقه من أبحاث في مجال معالجة المشكلات البيئية الناجمة عن الحرب وما خلفته من آثار، وما تم تنفيذه من خطط علمية وضعت للحد من انتشار التلوث البيئي وإعادة التوزان الطبيعي للبيئة وصولاً إلى بيئة سليمة في المرحلة المقبلة من إعادة الإعمار.
فمتى يصبح هذا اليوم مناسبة للحديث عن إنجازات في مجال حماية البيئة بكل مكوناتها من التلوث واستثمار ما تنتجه العقول المبدعة في حين لا يزال المواطن العادي يجهل أبسط قواعد التخلص من النفايات أو فرزها بحسب أنواعها ولا يزال يجهل كيفية التعامل مع الأجهزة التي يستخدمها في حياته اليومية وتجنب المخاطر التي قد تنجم عنها عندما تتعرض ولا تزال النفايات الطبية ترمى في غير الأماكن المخصصة لها، ولا تزال الحرائق يومياً تلتهم المساحات الشاسعة من الغابات؟!..
هنادة سمير
التاريخ: الأربعاء 31-10-2018
رقم العدد : 16824
السابق
التالي