ازدادت في الآونة الأخيرة حالات الغش والتدليس وتنوعت الوسائل وتعددت الأساليب، حيث لم يكتف ضعاف النفوس وتجار الأزمات بغش المواد الكمالية، بل تعدى الأمر للغش في المنتجات الأساسية والضرورية، وفي مقدمتها السلع الغذائية كاللحوم بأنواعها والألبان والأجبان وتزوير عبوات المياه المعدنية وتعبئتها بمياه غير صالحة للاستهلاك البشري، وقد وصل الأمر لمادة الدقيق التمويني وصناعة الحلويات وبعض أغذية الأطفال، لدرجة أننا بتنا نشهد كل يوم المزيد من الحوادث التي يتم تداولها عبر الصحف والمواقع الالكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب البيانات فقد تم خلال أحد الأشهر في دمشق ضبط أطنان من مادتي الزيوت والسمون والألبان والأجبان المغشوشة والمخالفة وغير القابلة للاستهلاك البشري، إضافة لضبوط وإغلاقات بحق المعامل والمستودعات المخالفة، ومصادرة عبوات مياه مجهولة المصدر، والنقص في بطاقة البيان وحيازة مواد منتهية الصلاحية، ومواد فاسدة وعدم وجود مواصفات والجمع بين نوعي لحم والذبح خارج المسلخ وفرم اللحوم بشكل مسبق ونقلها بسيارة غير مبردة والقائمة تطول، والحقيقة أن الوضع في باقي المحافظات لم يكن أفضل من سابقتها.
إغراق الأسواق بالمنتجات والسلع والبضائع ليس دليل عافية، لأن الكثير من تلك السلع والمنتجات سواء المحلي منها أم المهرب يفتقد لأي بيانات مثل تاريخ الإنتاج ومدة الصلاحية وبلد المنشأ والسعر والوزن. ناهيك عن أن أغلبها إما مقلد أو مزور ومنها ما تم تعبئته وتغليفه ومهره بتاريخ صلاحية جديد دون الاكتراث بما ستلحقه من ضرر وأذى بصحة المواطن وخاصة الأطفال وتلاميذ المدارس.
استمرار التمادي من أصحاب النفوس الضعيفة في طرح منتجات ومواد غذائية غير صحية شجع الكثير على سلوك واتباع هذه الطرق بهدف تحقيق أرباح على حساب المواطن، الأمر الذي يتطلب تكثيف الرقابة التموينية على الأسواق لضبطها، ومحاربة الغلاء والاحتكار وضبط الأسعار، وإحياء العمل بالمؤسسات الاستهلاكية وتفعيل دور الخزن والتسويق وزيادة صالاتها لتشمل كل المناطق والتجمعات، وتشديد العقوبات بحق المخالفين والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بلقمة عيش المواطن واحتياجاته الأساسية، والأهم من ذلك يجب عدم الاكتفاء بالإغلاق والغرامات، بل يجب فضح وكشف أسماء المتلاعبين وممارساتهم كنوع من الجزاء لهم وكعبرة لغيرهم، إضافة لضرورة تكثيف الرقابة الصحية من أجل التأكد من سلامة الغذاء بكل أنواعه رأفة بالمواطن وبأبنائنا الصغار.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 31-10-2018
رقم العدد : 16824

السابق
التالي