وإذ العدو الصهيوني يتباهى ويتماهى فخوراً في صيده من محيط التخاذل العربي.. تأتيه صفعة أبناء الجولان في مجدل شمس والقنيطرة.. هم بوقفتهم وصيحتهم بوجه الاحتلال يختصرون وقفة سورية حتمية، وأخرى عربية مفترضة، ترفض العدو والاحتلال وإلى ذلك يرمزون.
ويرمزون قبل ذلك وبعده، إلى حقيقة وحتمية وحدة سورية وسيادتها على كامل مساحتها غير متنازلين عن حبة تراب أو قطرة ماء، مهما اشتدت علينا عوامل الزمن وطال بنا الطريق.
ماذا تفعل اسرائيل بصيدها في جامع الشيخ زايد أو في ملاعب الرياضة الخليجية.. إذ الجولان يصرخ بهم من وسط الاحتلال: لا… نحن سورية..
من يرى أنني أتحدث بالعواطف في مقالة سياسية.. أقول له: هل تتذكر ما مرت به أراضي الجولان وأبنائه في المحنة السورية؟؟!!
هنا كانت التحديات أشد وأدهى.. هنا حاول العدوان على سورية المتمثل بالحرب الكونية أن يقيم شريطاً يعزل سورية عن أرض الجولان مسيجاً ببنادق الإرهابيين والخونة.. وكان دائماً هو الموقف الفعلي لأبناء الجولان طيلة سني الحرب.. دون أي تخاذل أو تردد.. ذاك ما لا، ولن ينساه الإرهاب وداعموه، كما لن ينساه العدو الذي شكل قاعدة دعم رئيسية للإرهاب.
تلك الوقفة السورية الجولانية التي استمرت طيلة سنوات الحرب وستستمر إلى أي مدى، منظور كان أو غير منظور، هي بيان سياسي بالغ الأهمية.. تزداد أهميته وسط الظروف الراهنة التي تمر بها كل القضايا العربية.. حتى لتبدو الحالة السورية رغم شدة الألم أفضل من غيرها.. على الأقل.. هنا يوجد من يرفع الصوت ويرفض الاحتلال ويقاتل الإرهاب وكل الأعداء ويمضي غير متهيب من طول الطريق وسواد الليل.
أرضنا محتلة..!! نعم نعرف ذلك.. ولن نرضخ يوماً لاحتلالها.. لا تمليكاً ولا تأجيراً.. نحن نثق بأنه لن يموت حق وراءه مطالب..
قدرنا اليوم أن نقاتل دفاعاً عن أرضنا ووحدة وسيادة وطننا.. بكل سلاح.. بالقوة العسكرية وبالموقف الصامد الرافض للاحتلال.. يمثلنا في ذلك اليوم.. مقاتلو الجيش السوري.. وأبناء الجولان المحتل..
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 31-10-2018
رقم العدد : 16824

التالي