التداخل والتعقيد في المشهد السوري عمل مقصود ويدخل ضمن مخطط وأجندة استعمارية غريبة هدفها خدمة المشروع الصهيوني بجميع الوسائل والأساليب الممكنة،
والقيام بأعمال إجرامية وتسليط الاهتمام الإعلامي عليها بقوة واهتمام بعد تغطيته لجريمة كبرى ومؤامرة جديدة وخطوة تخريبية في محاولات الاختراق القومي، باعتبار أن الهدف البعيد من الحرب العدوانية الغربية على المنطقة إنما يستهدف فكرة العروبة، وما التركيز على سورية إلا لأنها تمثل نبض القومية وقلبها الحي والدافع والمحرك لأي نهوض عربي قادم.
تهتم وسائل الإعلام بقضايا الجريمة الشخصية، وينصب اهتمامها على معاناة طفل أو شخصية مظلومة في رواية منسوجة بكثير من الدقة والحرفية، فيما الحقيقة غير ذلك، لكنها تستخدم عواطف المشاهدين والمتابعين وتحولهم إلى اتجاه وحيد هو الاهتمام بتلك الشخصية، بحيث تصبح حدثاً محورياً، فيما العمل جار في الغرف المظلمة وفي قاعات الاستخبارات لتنفيذ مخططات وعقد اتفاقيات تستهدف إضعاف وإنهاك وإماتة قضية العرب الأساسية وهي القضية الفلسطينية.
من المؤكد أن استهداف سورية لم يكن ليتم بهذا لحجم من العدوان والتوحش لولا الالتزام العقائدي والتنفيذي بالقضية الفلسطينية، ومعاداة الصهيونية وأدواتها والاستعداد الدائم والمستمر لمواجهة كل الاعتداءات الغربية، والعمل الدائم على التمسك بالحق الوطني الفلسطيني في استعادة الأرض وعودة اللاجئيين، إضافة إلى التخلص من الصهيونية وسيطرتها وتحكمها بالكثير من المفاصل الدولية.
واليوم لا تنفصل المعارك المباشرة مع الإرهابين في إدلب والرقة والتنف وغيرها عن المعركة الأساسية والكبرى، فالمعارك الصغيرة هدفها إدخال الضعف والوهن في نفس المواطن العربي وخاصة في سورية وذلك ما هو عصي ومستحيل على التحقيق.
مصطفى المقداد
التاريخ: الخميس 1-11-2018
الرقم: 16825