لعل النفقات الطائلة.. والجهود الكبيرة… التي تبذل في إطفاء الحرائق التي تندلع في غاباتنا ومواقعنا الحراجية دائماً في مثل هذه الفترة من كل عام في محافظة اللاذقية.
وما ترتبه من خسارة مستمرة متمثلة بتدمير تلك الغابات والمواقع الحراجية… والقضاء على الأشجار وتدمير البيئة فيها والقضاء على الحياة البرية والطبيعية فيها.
والتي لا يمكن تعويضها إلا طويلاً مع مرور الزمن حتى تكبر الأشجار الجديدة وتصبح كما كانت عليه تلك الأشجار المحروقة. كما تحتاج تلك المواقع إلى العناية المتواصلة في رعاية الغراس الجديدة حتى تنمو وتكبر.
وهنا نسأل ماذا لو تم الاهتمام كما يجب بفتح خطوط النار في تلك المواقع لمنع امتداد الحرائق منها… وتم أيضاً شق الطرق وصيانتها لتمكين سيارات الإطفاء من الوصول إلى كل شبر فيها للتعامل مع الحرائق… هل كنا نتكلف كل تلك المصاريف التي تنفق في عمليات الإطفاء؟؟؟.
إن تساقط أوراق تلك الأشجار في فصل الخريف وتركها لتشكل حالة الخطر على الغابة نظراً لسرعة اشتعالها بعد جفافها, وحرمان المواطنيين القاطنيين في محيط تلك المواقع الحراجية من استثمار تلك الأوراق وتحويلها إلى تورب زراعي والاستفادة منها ببيعها… أما كان أفضل من تركها تحرق الغابات وتحترق معها… ترى ما الضير في السماح للمواطنيين بموجب رخص نظامية من تقليم تلك الأشجار وتفحيم نواتج التقليم بإشراف الحراج وجعل الكل شركاء في حماية الغابة والاستفادة من خيراتها… ونجعلها مصدر رزق للجميع بدلاً من تركها عرضة للتعدي والحرق.
نتوجه للمعنيين في وزارة الزراعة بضرورة إبداع واجتراح الحلول المناسبة للسير نحو حماية الثروة الحراجية عن طريق إشراك المجتمعات المحلية في حماية وتنمية غاباتنا والحفاظ عليها مصدراً للخير… قليلاً من النفقات التي تصرف لمكافحة الحرائق تكفي لتطوير وحماية الغابات… إنها دعوة للحفاظ على بيئة حراجية واعدة سياحياً من خلال خلق المناخ المناسب لحماية الشجرة بدلاً من حرقها أو قطعها وحرمان المجتمع منها من أجل قروش يحصل عليها البعض من تجار الفحم وغيرهم من ضعاف النفوس.
إن حماية البيئة والأولويات المطلوبة لصيانتها تبدأ من الوقاية، فاليوم نحن مجدداً أمام خاسرة كبيرة في غاباتنا… وأمام خسارة كبيرة أيضاً في إعادة تحريجها… لتعود وتحترق مجدداً، ولنعود ونحرجها لتحرق.
نعمان برهوم
التاريخ: الأثنين 5-11-2018
رقم العدد : 16828