الاحتفال بيوم البيئة الوطني تحت شعار (بيئتنا نحمي…وطننا الغالي نبني) قبل أيام مناسبة لطرح قضايانا البيئية التي نعاني منها، فعلى الرغم من الجهود الحكومية في هذا المجال، لكنها تبقى جهوداً متواضعة قياساً بما نعانيه من تلوث بمختلف مسمياته وأنواعه.
ففيما ينصب الجهد الحكومي على إزالة الأنقاض وإعادة البناء والإنتاج وتأهيل البنى التحتية، لعودة الناس إلى مدنهم وقراهم وهو جهد لا يرتقي إلى المستوى المطلوب لهذه العودة التي يتمناها كل فرد منا خسر كل ما يملك نتيجة الأزمة التي مرت علينا جميعاً، ونعتقد أن الارتقاء بالواقع البيئي وتنوع نشاطاته يحتاج إلى جهود مضاعفة من قبل المعنيين، حيث لا يكفي أن نصرح بما سوف نعمل دون رؤية العمل على أرض الواقع.
نريد أن نرى ورشات العمل التي تزيل الأنقاض وتؤهل الشوارع فيما يتعلق بالمناطق التي تضررت بفعل الإرهاب تمهيداً لعودة الناس إلى منازلهم، ثم إن هناك مناطق لم يعرف مصيرها حتى الآن، كون ورشات الدولة لم تدخلها وهي ليست بالمناطق القليلة، ويخرج المعنيون ليتحفونا بأن مشاريع كثيرة قد تم وضعها للمناطق التي تضررت، لكن أين هي تلك المشاريع على أرض الواقع..؟.
وفي العودة إلى واقعنا البيئي الذي نقيم له كل عام الاحتفالات التي نستمع من خلالها ما يجب أن تفعله الجهات المعنية، لنكن صريحين واقعنا البيئي لا يسر البال والخاطر، مع علمنا بما يقوله المعنيون بأن البيئة السليمة مقياس لقدرة الأمم على العيش والنهوض والاستمرار، والعمل التوعوي البيئي هو عمل دائم ومستمر طيلة أيام السنة ولا يقتصر على يوم احتفالي.
والمعنيون يطالبون برفع الوعي البيئي لدى المواطن وخلق سلوك بيئي سليم، من أجل المساهمة في المحافظة على البيئة بشكل عام للاستفادة من مواردها بطريقة مستدامة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية، حيث إن الوعي البيئي يساهم في تغيير سلوك الإنسان وتوجيهه نحو الإيجابية في تعامله واحتكاكه مع البيئة لتحقيق الهدف في حماية العالم الطبيعي من التلوث، طبعاً ما يطالب به المعنيون جميل وهو كلام عام يحملون من خلاله الناس مسؤولية القضايا البيئية وما ينتج عنها من ملوثات ضارة بكل شيء، دون أن يحددوا مسؤولياتهم تجاه كل القضايا التي طرحت خلال احتفاليتهم بهذا اليوم الوطني بامتياز.
اسماعيل جرادات
asmaeel001@yahoo.com
التاريخ: الأثنين 5-11-2018
رقم العدد : 16828