عن أي إنسانية تثرثرون؟!

عندما يقصف التحالف الأميركي من جديد مدينة هجين بقنابل محرمة دولياً، ويرتكب مجزرة في الشعفة بريف دير الزور، فإن هذا الفعل الإرهابي الشنيع ليس له إلا معنى واحد، وهو أن الأميركي يصرُّ وعن سابق تصميم وتعمد على استهداف السوريين، وإرغامهم على ترك منازلهم بقصد تهجيرهم، كيف لا وهو يجعل المنشآت الحيوية السورية والبنى التحتية والمنازل السكنية والمحلات التجارية والأسواق بنوك أهداف لإرهابه المتواصل، وتحت مرمى ضربات فوسفوره الأبيض؟!.
الغريب في الأمر أن الأميركي وهو الأدرى عن غيره بنزعته الإجرامية يقتل السوريين حصراً، وفي الآن نفسه، يدعي أن غاراته العدوانية هذه، إنما هدفها إرهابيي داعش، فأين إرهابيو التنظيم من عدوانه هذا إن كان يستهدفهم حقاً؟!.
لم نسمع يوماً، بل ولم تتحفنا ولا محطة أميركية أو أوروبية حتى، بعملية عسكرية نفذها هذا التحالف المارق على الشرعية الدولية، ضد رتل ولو كان واحداً من أرتال داعش، ولم تذكر تلك القنوات بصورة خبرية أن إرهابياً واحداً قتل بالضربات الأميركية المزعومة، فعلى من يستذكي الأميركي؟!.
تقارير كثيرة أكدت ما نقوله هنا، وإلا فما معنى أن يُسمح لـ داعش بترميم أذرعه الإرهابية شرق الفرات، وأن يتمكن من الاستيلاء على مواقع كانت سيطرت عليها ميليشيا قسد، رغم وجود قواعد احتلال أمريكية في المنطقة نفسها؟، ولماذا يستنفر الأمريكي ويستشيط غضباً وجنوناً ويرتكب الحماقات، بمجرد أن يحاول الجيش العربي السوري تنفيذ عملية عسكرية ضد داعش أو النصرة أو أي تنظيم إرهابي مسلح آخر؟!.
الأميركي وإن كان يتحجج بداعش وبالإرهاب الملتحي، إلا أن الحقيقة الثابتة للعيان هي أنه لا يعير لمحاربة الإرهابيين أي اهتمام يذكر، بل هي ستار تواجده وعكازه على الأرض، كما أن جل تركيزه وعمله منحصر في إطار استهداف السوريين وتهجيرهم، وتقسيم الكعكة النهبوية وفق أطماعه مع شركائه في الإرهاب العابر للحدود والقارات.
نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً.. هو حال التحالف الأمريكي ومزاعمه حول دحر الإرهاب، وكذلك مجلس الأمن الدولي الذي يسارع لعقد الجلسات لعلها تسعف الجلاد الأمريكي ليحقق بالدبلوماسية ما عجز عن تحقيقه في الميدان، ولا مكان في قواميسه عن أنصاف الضحية.
السؤال الآن: أين العدالة الدولية، وأرواح الأطفال تزهق في دير الزور؟!، وأين مجلس الأمن وبنده الخامس الذي لطالما صدعوا رؤوسنا به، والفوسفور الأبيض يحرق جثامين السوريين ويفتك بها؟! سؤال برسم الضمائر العالمية الحية، فهل هناك ضمير حي؟!.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 7-11-2018
رقم العدد : 16830

 

آخر الأخبار
توزيع المرحلة الأولى من المنحة الزراعية "الفاو" لمزارعي جبلة مشروعات اقتصادية للتمكين المجتمعي في ريف دمشق توزيع خلايا نحل ل 25 مستفيداً بالغوطة تنظيم محطات الوقود في منطقة الباب.. موازنة بين السلامة وحاجة السوق الوقوف على واقع الخدمات في بلدة كويّا بدرعا التربية: الانتهاء من ترميم 448 مدرسة و320 قيد الترميم قبيل لقائه ترامب.. زيلينسكي يدعو لعدم مكافأة بوتين على غزوه بلاده مخاتير دمشق.. صلاحيات محدودة ومسؤوليات كبيرة حالات للبعض يمثلون نموذجاً للترهل وأحياناً للفساد الصري... أكثر من 95 بالمئة منها أغلقت في حلب.. مجدداً مطالبات لإنقاذ صناعة الأحذية سوريا والسعودية توقعان اتفاقية لتشجيع وحماية الاستثمار الأمم المتحدة: 780 ألف لاجئ سوري عادوا إلى وطنهم منذ سقوط النظام المخلوع فضل عبد الغني: مبدأ تقرير المصير بين الحق القانوني والقيود الدولية لصون سيادة الدول الولايات المتحدة تراقب السفن الصينية قرب ألاسكا إعلان دمج جامعة حلب الحرة مع جامعة حلب الأم.. خطوة لترسيخ وحدة التعليم العالي امتحانات تعويضية لإنصاف طلاب الانتقالي الأساسي والثانوي ساعتا وصل مقابل أربع ساعات قطع بكل المحافظات وزير الطاقة: الغاز الأذربيجاني يرفع إنتاج الكهرباء ويحس... صيف السوريين اللاهب.. قلة وصل بالكهرباء.. والماء ندرة في زمن العطش الخارجية السورية: المفاوضات مع "قسد" مستمرة في الداخل واجتماعات باريس ملغاة 40 ألف طن إنتاج درعا من البطيخ الأحمر خاصة الخضار الموسمية.. ارتفاع ملحوظ في أسعار المواد الغذائية بحلب عصام غريواتي: استئناف خدمات غوغل الإعلانية بمثابة إعادة اندماج