يوماً بعد يوم تزداد قناعتنا ويتكشف لنا بالوقائع والحقائق الضعف الشديد في أداء وعمل الرقابة التموينية، وإذا كنا نتحدث عن هذه الحالة فليس لأننا نتقصدها أو بهدف النيل منها أبداً بل لأن عملها يدخل في جوهر أساسيات وحاجيات المواطنين وبالتالي يؤثر تأثيراً مباشراً في حياتهم اليومية وأحوالهم المادية والمعيشية..!!
كانت وزارة التموين والتجارة الداخلية أيام زمان تشكل رمزية ودلالة لها وقعها وحيثياتها في فكر وذهن المواطن وعلى أقل تقدير يعتبرها ملاذاً وضامناً وهي لا تزال كذلك حتى الآن لكن ضعف عمل الرقابة التموينية إلى هذا الحد جعلها على لسان كل مواطن، لأنها تعنيه وتهمه ويبني عليها آماله، وأفقدها ثقته..!
يومياً وعلى مدار الساعة نسمع من المعنيين والقائمين على عمل الرقابة التموينية تأكيداً حاسماً على مراقبة الأسواق وحالات الغش والتلاعب بالأسعار، حيث يجزمون بذلك جملة وتفصيلاً وفي مناسبة وغير مناسبة وعبر وسائل الإعلام وغيرها يتباهون بضبطهم للسوق وحركته وأسعاره ويتفاخرون بأعداد الضبوط التي يسطرونها بحق المخالفين… لكن كل ذلك لا يقدم ولا يؤخر ولا يعالج ظاهرة «فلتان» الأسواق وجنون أسعارها وهذا مؤكد ومثبت بالوقائع وبالعين المجردة من خلال حركة السوق اليومية، فالأسعار ترتفع لكنها لا تنخفض أبداً وكانت الحجة بارتفاع سعر الصرف «الدولار» الذي استقر على قيمة محددة منذ فترة لا بأس بها والسؤال: ما هي الحجة الأخرى التي طرأت سوى جشع التجار وابتزازهم وطمعهم وغياب الرقابة التموينية وكأنها غير موجودة؟!
وآخر «نهفات» ارتفاع الأسعار خاصة الخضراوات موضوع تصديرها وهذا يحتاج إلى معالجة ودراسة إن كان الأمر صحيحاً… لكن ما هو المبرر في ارتفاع سعر ربطة الخبز السياحي مؤخراً إلى 350 ل.س من قبل بعض المخابز الخاصة دون أي قرار رسمي بشأنها..؟!
هذا المثال وغيره أمثلة عديدة تقودنا إلى أن هذه الحالات متعددة ليس فقط بموضوع الخبز السياحي بل في معظم الخضار والفواكه وغيرها وهي تحدث يومياً وليس أمام المواطن أي حل إلا القبول بالأمر الواقع فلا صدى لصراخه وشكاويه ولا آذان تسمع ولا رقابة تنفع ولا هم يحزنون…!!
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 13-11-2018
رقم العدد : 16835
