الجيش يتصدى لاعتداءات الإرهابيين بريف حماة.. وتحالف واشنطن ينقل دواعش من ريف الحسكة سورية تطالب بإنشاء آلية دولية مستقلة للتحقيق في جرائم «التحالف الأميركي» ومعاقبة مرتكبيها
مع استمرار «التحالف الأميركي» بارتكاب جرائمه بحق المدنيين، جددت سورية تأكيدها على ضرورة تصدي مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته والتحرك الفوري لوقف اعتداءات ومجازر ذلك التحالف، مشيرة إلى أن جرائمه المتكررة تؤكد استخفافه بحياة المدنيين، هذا في وقت تواصل فيه واشنطن دعمها اللا محدود لإرهابيي داعش، وتعمل على حمايتهم باستمرار، للاستثمار في جرائمهم، حيث أقدمت مروحيات «التحالف الأميركي» على نقل إرهابيين من التنظيم التكفيري من قرية السويدية شمال شرق الحسكة عند الحدود العراقية، فيما أحبطت وحدات من الجيش العربي السوري خلال الساعات الماضية محاولات تسلل مجموعات إرهابية باتجاه النقاط العسكرية المنتشرة في عدد من القرى والبلدات بريفي حماة وإدلب.
وفي التفاصيل: جددت سورية تأكيدها ضرورة تصدي مجلس الأمن الدولي لمسؤولياته والتحرك الفوري لوقف الاعتداءات والمجازر التي يرتكبها طيران «التحالف الدولي» غير الشرعي بقيادة الولايات المتحدة وأن يتخذ ما يلزم لإنشاء آلية دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في هذه الجرائم ومعاقبة مرتكبيها.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في رسالتين وجهتهما إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن أمس: يواصل «التحالف الدولي» غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ارتكاب الجرائم بحق المدنيين السوريين في مناطق سورية مختلفة كان آخرها إقدام طائرات «التحالف» يوم أمس الأول 12 تشرين الثاني على قصف قرية الشعفة وبلدات وقرى أخرى في ريف دير الزور ما أدى إلى سقوط أكثر من 60 مدنيا بين شهيد وجريح والتسبب بتشريد مئات المدنيين الذين أصبحوا بلا مأوى نتيجة تدمير منازلهم.
وأضافت الوزارة: إن الجمهورية العربية السورية أشارت في رسائلها السابقة إلى أن اعتداءات هذا التحالف الإجرامي وتواصل هجماته الدموية ضد المدنيين الأبرياء أصبحت متعمدة ودائمة وتستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة المحظورة دوليا والعشوائية الأثر وذات القدرة التدميرية الشاملة كقنابل الفوسفور الأبيض وطالبت مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف هذه الجرائم ومنع تكرارها.
وأكدت الوزارة أن جريمة قرية الشعفة التي ارتكبتها أطراف هذا «التحالف» غير المشروع بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية يوم أمس الأول وما سبقها تشير إلى انهيار تام لمنظومة القيم والمبادئ الأخلاقية التي تعاقدت الأمم على احترامها ورعايتها منذ التوافق على إنشاء الأمم المتحدة في العقود الستة الماضية وذلك نتيجة الاستهتار التام الذي تظهره الولايات المتحدة والدول المتحالفة معها بهذه القيم والمبادئ كما تؤكد مرة أخرى على مدى استخفاف دول هذا التحالف سيء الصيت بحياة الأبرياء من المدنيين وبأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وتابعت الوزارة: تثبت هذه الجريمة البشعة ما كانت الجمهورية العربية السورية قد أشارت إليه في رسائلها السابقة وآخرها المؤرخة في الـ 10 من تشرين الثاني 2018 من زيف ادعاءات الولايات المتحدة بأن هدفها مكافحة الجماعات الإرهابية إذ من الواضح بصورة يقينية ان الهدف من وراء هذه العمليات العدوانية والإجرامية هو سفك دماء أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب السوري وإطالة أمد الأزمة في سورية وإلحاق المزيد من الدمار بالبنية التحتية وتقويض سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وسلامتها الإقليمية وإعاقة الوصول إلى أي حل للأزمة في سورية وبما يتناقض بشكل صارخ مع جميع القرارات التي اعتمدها مجلس الأمن إزاء هذه الأزمة.
وأكدت وزارة الخارجية والمغتربين أن الجمهورية العربية السورية تطالب مجددا مجلس الأمن بالتصدي لمسؤولياته في ضرورة التحرك الجاد والفوري لوقف هذه الاعتداءات والمجازر والتدمير الممنهج للبنية التحتية في سورية وتكرر الجمهورية العربية السورية تأكيدها على ضرورة أن يتخذ مجلس الأمن ما يلزم لإنشاء آلية دولية مستقلة ومحايدة للتحقيق في هذه الجرائم وإدانتها ومعاقبة مرتكبيها والعمل لإلزام دول ذلك التحالف بأحكام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن بالذات التي تؤكد على رفض جرائم العدوان والتدخل في الشؤون الداخلية للدول وتقويض السلامة الإقليمية للدول الأعضاء.
وختمت الوزارة رسالتيها بالقول إن الجمهورية العربية السورية تشدد على أن استمرار صمت المجلس تجاه هذه الجرائم ومرتكبيها سيشجع دول العدوان على مواصلة جرائم قتل المدنيين السوريين وتشريدهم وتدمير ممتلكاتهم ويضع مجلس الأمن والجمعية العامة في موقف العجز التام عن الوفاء بكل المسؤوليات التي أوكلها الميثاق للأمم المتحدة وأجهزتها الرئيسية.
بموازاة ذلك، وفي إطار سياسات واشنطن الداعمة لتنظيم داعش الإرهابي أقدمت مروحيات «التحالف الأميركي» على نقل إرهابيين من التنظيم التكفيري من قرية السويدية شمال شرق الحسكة عند الحدود العراقية.
وذكرت مصادر أهلية وإعلامية متطابقة أنه وبتاريخ الـ 10 من تشرين الثاني الجاري قامت مروحيات تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن بعملية إنزال جوية شمال شرق محافظة الحسكة ونقلت 3 أشخاص يرجح أنهم تابعون لتنظيم داعش الإرهابي من قرية السوسة إلى جهة مجهولة.
وكانت طائرات تابعة لـ «التحالف الدولي» نفذت في الـ 7 من الشهر الفائت عملية إنزال جوي نقلت خلالها عدداً من إرهابيي تنظيم داعش من جنسيات مختلفة قرب بلدة الشعفة في الجيب الذي ينتشر فيه إرهابيو التنظيم التكفيري في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي وسبقها بأيام إنزال جوي آخر عند أطراف قرية المراشدة في الريف الجنوبي الشرقي لدير الزور نقلت خلالها إرهابيين من تنظيم داعش في المنطقة.
وتزعم واشنطن التي تقود «التحالف الدولي» اللاشرعي أنها تحارب تنظيم داعش الإرهابي في الوقت الذي تنقل فيه قيادييه عبر طائراتها من المعارك لإنقاذهم إضافة إلى دعم التنظيم بشتى الوسائل سواء عبر استهداف نقاط الجيش كما حصل في جبل الثردة بدير الزور في أيلول عام 2016 أم عبر تزويده بالمعلومات الاستخباراتية لشن هجمات على الجيش في البادية.
وفي الميدان، أحبطت وحدات من الجيش العربي السوري خلال الساعات الماضية محاولات تسلل مجموعات إرهابية باتجاه النقاط العسكرية المنتشرة في عدد من القرى والبلدات بريفي حماة وإدلب.
وذكر مراسل سانا في حماة أن وحدات الجيش المتمركزة في معسكر بريديج بريف محردة الشمالي الغربي قصفت بالمدفعية الثقيلة مجموعات إرهابية متسللة من قرية الجنابرة باتجاه إحدى نقاطها بالريف الشمالي وأوقعت غالبية أفرادها بين قتيل ومصاب.
ولفت المراسل إلى أن إحدى وحدات الجيش العاملة في تلة الحماميات بريف محردة الشمالي نفذت عملية على محاور تسلل وتحرك مجموعات إرهابية تابعة لما يسمى «كتائب العزة» في محيط قرية تل الصخر حيث انتهت العملية بإحباط محاولة التسلل وإرغام أفرادها على الانكفاء والفرار باتجاه عمق القرية.
وتعد «كتائب العزة» التي تتبع لتنظيم جبهة النصرة أحد أبرز وأخطر المجموعات الإرهابية التكفيرية المنتشرة في ريفي حماة وإدلب حيث تحاصر الأهالي وتحاول بشكل متكرر خرق اتفاق منطقة تخفيف التوتر في إدلب عبر اعتداءاتها وهجماتها على مواقع الجيش ونقاطه في محيط المنطقة منزوعة السلاح.
وبين المراسل أن وحدات الجيش المتمركزة في المصاصنة نفذت ضربات مركزة على مواقع ومحاور تسلل المجموعات الإرهابية على أطراف بلدتي معركبة ولحايا شمال مدينة حماة بنحو 25 كم أسفرت عن مقتل العديد من الإرهابيين.
إلى ذلك اعترفت تنسيقيات الإرهابيين بمقتل المتزعم في «كتائب العزة» «علاء دعبول» متأثرا بإصابته قبل أيام بنيران وحدات الجيش خلال تصديها يوم الجمعة الماضي لهجمات إرهابية في محيط قرية الزلاقيات.
الى ذلك اعتدت التنظيمات الإرهابية المنتشرة في ريف حلب الغربي بالقذائف على الأحياء السكنية في المدينة.
وذكر مراسل سانا في حلب أن شظايا 3 قذائف أطلقها إرهابيون في الريف الغربي مساء امس سقطت على المحلات التجارية في حي شارع النيل وسط مدينة حلب دون أن تسفر عن وقوع شهداء أو جرحى بين المدنيين.
ولفت المراسل إلى أن القذائف انفجرت في الهواء قبل سقوطها على الأرض ما خفف من أضرارها التي اقتصرت على الماديات.
وتعرضت الأحياء السكنية في مدينة حلب خلال الأيام القليلة الأخيرة لعشرات الاعتداءات بالقذائف من قبل التنظيمات الإرهابية المنتشرة في الريفين الغربي والجنوبي الغربي.
في الأثناء عثرت الجهات المختصة خلال استكمال عملية تأمين المناطق والمزارع التي طهرها الجيش العربي السوري من الإرهاب على عبوات ناسفة وألغام وقذائف من مخلفات المجموعات الإرهابية بين قريتي بيت سابر وبيت تيما في أقصى ريف دمشق الجنوبي الغربي.
وأفاد مراسل سانا بأن الجهات المختصة واصلت أعمال تمشيط وتأمين عدد من القرى والمزارع على جانبي الحدود الإدارية في ريف دمشق والقنيطرة التي أعاد إليها الجيش الأمن والاستقرار حيث عثر عناصر الهندسة على عدد من العبوات الناسفة والمفخخات والألغام والقذائف من مخلفات التنظيمات الإرهابية كانت مخبأة في محطة لمعالجة الصرف الصحي ومستودع تحت الأرض والأراضي الزراعية في المنطقة بين قريتي بيت سابر وبيت تيما جنوب غرب دمشق بنحو 45 كم.
وبين المراسل أن من بين الأسلحة المضبوطة قذائف مدفعية عيار 130 مم وهاون وقنابل محلية الصنع معدة للتفجير إضافة إلى عبوة على شكل حجر مموه بشكل يحاكي حجارة المنطقة وعبوات زنة 100 كغ و75 كغ وألغام مضادة للدروع.
من جهة أخرى أصيب 6 مدنيين بجروح جراء انفجار قنبلة داخل حافلة لنقل الركاب في منطقة الزهراء بمدينة حمص.
وأفاد قائد شرطة محافظة حمص اللواء خالد هلال في تصريح لمراسل سانا بإصابة 6 مدنيين أحدهم بحالة خطرة نتيجة انفجار قنبلة يدوية داخل حافلة لنقل الركاب في شارع الستين بمنطقة الزهراء نقلوا على إثرها إلى المشفى لتلقي الإسعافات والعلاج الطبي اللازم.
وأوضح اللواء هلال في تصريحه للمراسل بأن التحقيقات أكدت أن انفجار القنبلة داخل الحافلة وقع عن طريق الخطأ نافيا أن يكون ناجما عن عمل إرهابي.
سانا – الثورة
التاريخ: الأربعاء 14-11-2018
رقم العدد : 16836