بسذاجة ماري أنطوانيت يبحث ماكرون عن هوية الجاني الكيماوي في حلب…انتظروا الرئيس الفرنسي حتى يتأكد بأن تلك القذائف السامة لم تكن قطع (بسكويت) رماها الإرهابيون للأطفال …
لا جلسة أممية تنفي أو تؤكد صحة المشهد العام…القبعات البيضاء هي الأخرى غيرت استخداماتها إلى الخفاء وابتلعت كل ألسنة الشجب في الغرب…
مجلس الأمن في (عطلة أخلاقية).. وربما تقرع بابه بكمامة الاختناق.. فيأتيك الجواب من غوتيريش (لم نتأكد بعد إن كان أطفال حلب مصابون بالزكام السياسي أو أن هذا السعال من رئات أحياء المدينة لم يكن غازات سامة.. بل حساسية في التهابات آستنة..وعلينا مراجعة عيادات الاتفاق).
لم تقم الدنيا ولم تقعد.. فهيروشيما أردوغان وعصاباته في حلب جزء مفقود في صياح (ديوك) الإنسانية على منابر واشنطن والغرب كله
حين بات المشهد الكيماوي هو حقيقة الإرهاب في سورية انفضوا من حوله ولم تهبط البعثات الدولية للتحقيق بالبارشوتات… كل ما هنا متفق عليه هناك في الغرف الغربية كما كان تماماً منذ ثماني سنوات.. واستخدام الورقة الكيماوية في هذه اللحظات يثبت كل النقاط في مكانها خاصة اذا سجلت الحادثة ضد مجهول وقد تطول الحكاية أكثر لإبعاد طبول الحرب التي تقترب حاسمة معركة إدلب..
إعادة الضجيج الارهابي إلى مدينة حلب مقصود لإبعاد تقدم الجيش العربي السوري ورده على الخروقات في إدلب خلط الأوراق بأكثرها حساسية: الكيماوي.
ومن تحت الطاولة قد يبدل أردوغان لعبة الكراسي وينتقل من قرب موسكو إلى جوار واشنطن.. ويمد الإرهابيين بما يلزم لكسب مزيد من الوقت في المفاوضات الرجعية إلى نقاط خسرها في آستنة.
نزع السلاح في إدلب (مكروه استراتيجياً) لترامب فهذا يعني أن الوجهة القادمة شرق الفرات ولا خيار سوى الكيماوي لكي يوفر مزيداً من الوقت، ولا أسلحة لواشنطن سوى السموم والفوسفور الأبيض لتحسين سمعة مكافحة الإرهاب في هجين دير الزور آخر معاقل داعش… وإن كان الضحايا مدنيون.. فرداء جريمة الخاشقجي فضفاض يغطي في صياحهم عليه كل جرائمهم في سورية… وعليه تعاد الصفقات مابين أميركا وتركيا… لذلك.
تحاول موسكو مقاربة الحقائق وقد ترى أن مايجري هو آخر نفثات واشنطن في عقد المنطقة ربما ولكن المذهل أن الغرب ومعه المنظمات الأممية بددوا كما يقول بعض السياسيين الغربيين آخر رصيد أخلاقي لهم ..فغدا الشيطان أخرس في حضرة الكيماوي واستقال من تفاصيله الإنسانية…
لعلها المصادفة تنفع هذه المرة، ففي دمشق زوار أعزاء من نقابات الصحافة العربية.. مدوا بساط العودة لدمشق وعلى ياسمينها يعقدون اجتماع الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب… فهل يحملون الأمانة في ثقل الأوضاع السياسية وهل يشهدون أنهم اشتموا روائح الغاز السام في أجواء حلب يوم اهتز لأجلها ليل دمشق الآمن…. وهم المشتاقون كما قالوا لدرب سورية الذي حاول قطاع السياسات الخليجية اغلاقة؟ من رسائلهم عن سورية ربما يبزغ خيط من خيوط الصحوة العربية …
كتبت عزة شتيوي