رغم الإجراءات المختلفة التي اتخذتها الحكومة ولاتزال لتأمين المحروقات لجميع المحافظات نشهد اليوم بوادر اختناقات فيما يخص تأمين مادة الغاز بدأت تصبح أكثر وضوحاً.
الأسباب مازالت غير معروفة من قبل السواد الأعظم من السوريين الأمر الذي فتح المجال لبدء انتشار الشائعات والأخبار المضللة والتي أعتقد أنها لا تمت للحقيقة في أي صلة علماً أن جلّها يندرج في إطار شبهات حول فساد مقصود لافتعال أزمات على تواجد هذه المواد بغية إتاحة المجال للبعض القليل للحصول على مبالغ وأرباح خرافية – حسب الشائعات – على حساب المواطن ولعل أغرب شائعة روّجت منذ فترة في أن أسباب التقنين التي شهدناها منذ فترة لها علاقة بشحنة ليدات وبطاريات تم تنفيذ التقنين بغية تمرير هذه الشحنة وبيعها واليوم فلنجهز أنفسنا لشائعات جديدة فيما يتعلق بالغاز.
بالعودة للاختناقات الخاصة بمادة الغاز المنزلي وإذا بحثنا بشكل منطقي عن الأسباب لا بدّ لنا أن نتطرق لمسألة العقوبات الاقتصادية الغربية والتي لاتزال تجعل وصول أي شحنة نفطية للموانىء السورية ضرباً من المغامرة والنجاح النادر في وقت يتفنن فيه الاتحاد الأوروبي وزبانيته في فرض المزيد من العقوبات حتى بالنسبة لمن يغامر في استيراد المواد البترولية والمحروقات لسورية.
الأمر الآخر له علاقة بانخفاض درجات الحرارة واعتماد أعداد كبيرة من السوريين للتدفئة على الغاز علماً أن هذا الوقت من العام عادة ما يشهد اختناق على مادة الغاز بالتحديد في ظل عدم امكانية السواد الاعظم من السوريين الحصول على التدفئة عن طريق المازوت ما يسبب أيضاً ضغط على الكهرباء وهو أمر يتناساه على الدوام مروّجو الشائعات.
لست بصدد التبرير لأحد ولكن علينا أن نتعامل بمنطقية مع الأحداث كما أننا نمرّ بظروف ليست عادية فالحرب التي شنّت علينا ليست عادية والحصار والعقوبات التي مازالت تشدد يوماً بعد يوم كذلك فهي وصلت لحظر الدواء إلا أن معلومة وردتني تؤكد أن انفراجاً لمادة الغاز سيكون قاب قوسين أو أدنى وإجراءات تم اتخاذها وستتخذ ستساهم في عودة المادة للأسواق بوفرة فلننتظر ونصبر ونضع حدّاً لمروجي الشائعات..
مايؤكد هذا الكلام أنه سبق أن مررنا بالعديد من الاختناقات في توفير مواد وتحديداً المحروقات في السابق وتمكنا من تجاوزها واستطاعت الجهات المعنية ايجاد الحلول لمعالجة نقاط الخلل والنقص وما يحصل اليوم لن يطول والبدائل ستكون حاضرة باسرع مما يعتقد الكثيرون.
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 7-12-2018
الرقم: 16855