تتصاعد لهجة الولايات المتحدة الأميركية العدوانية تجاه سورية هذه الآونة، لأن إدارتها باتت تدرك أن خسارة آخر أوراقها الإرهابية بات قاب قوسين أو أدنى
من التحقق، وأن الدولة السورية ستعيد كامل أراضيها إلى سيادتها ولن تسمح لتنظيمات التطرف أن تنفذ أجنداتها مهما كلف الثمن.
ولذلك نراها تسعى بكل ثقلها لاستمرار الفوضى الهدامة في سورية من ناحية، واستمرار إمساكها بكل الخيوط الإرهابية من ناحية ثانية، فضلاً عن محاولتها جعل مهمة المبعوث الأممي الجديد إلى سورية تسير وفق أهوائها من ناحية أخرى، كما كان الحال مع المبعوث المستقيل إلى سورية ستيفان دي ميستورا وخصوصاً قبل تقديم إفادته حول الوضع في سورية في جلسة لمجلس الأمن في المستقبل القريب.
فدي ميستورا ظل طوال فترة مهمته يتماهى مع سياسة واشنطن وما يسمى المجموعة المصغرة حول سورية، يسوق لأفكار أميركا ومجموعتها، ويطلق التصريحات العدائية حيناً ويتدخل بأمور وقضايا ليست في صلب مهمته حيناً لأنه كان ينفذ أجندات الأخيرة ومعها أجندات ما يسمى بالمجموعة المصغرة إياها.
هدف أميركا اليوم وأدواتها المذكورة هو احتواء مساري سوتشي وآستنة، بل وحتى إلغاء ما تم التوصل إليه خلالهما بأي طريقة، وما نعي المسؤولين الأميركيين في الأسابيع الأخيرة للمسارين والترويج لحلول سياسية على مقاسات سفنهم الاستعمارية إلا الدليل القاطع على ذلك.
لذلك كله نرى واشنطن وأدواتها الإقليمية ومرتزقتها يسابقون الزمن لوضع مهمة المبعوث الجديد غير بيدرسون تحت عباءتهم، وفرض أمر واقع يحاولون شرعنته في جنيف أو غيرها باسم الحل.
أحمد حمادة
التاريخ: الجمعة 14-12-2018
الرقم: 16860