للصمت حدود

حفلت حملة ال16 يوم بفعاليات ونشاطات وورشات عمل تفاعلية وبرامج إعلامية حوارية وأرقام ومؤشرات ودلالات «لإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي » وهي قضية تتعدى الرجل المعتدي والمرأة التي تجهل حقوقها،وأصحاب القرار والمعنيين ،إلى انتهاك صارخ للإنسانية إلى فوضى أخلاقية وصمت يعلن اليأس من الكلام إزاء بعض القصص المأساوية ..صمت مؤلم مهين تتكبده نساء كثيرات يتعرضن للعنف في الشارع ..في العمل ..وفي المنزل ..في البيئات الفقيرة والغنية …في المجتمعات المتخلفة والحضارية .
وربما نستطيع تعداد حالات العنف الجسدي بينما أرقام ليس لها نهاية لو تطرقنا إلى العنف المعنوي ضد المرأة ،قصص أغلبها لا يعلم بها إلا الضحية أو أحد المقربين الذين لا يفعلون شيئاً سوى المواساة لليقين بعدم جدوى هذه الشكوى في ظل مجتمع يحث المرأة على الصبر والتحمل بذريعة العيب والخجل ،والقضية تكمن في هذا العيب لا في الكلام عنه .
في المساحات الآمنة ،وهي مراكز لانتشال المرأة السورية من اليأس والضعف ولدعمها ولتمكينها ،للصمت حدود مهما كثرت الحكم والأشعار والمأثورات التي تحذر من مغبة الكلام وتثني على الصمت ،ويسمح به عندما يكون احترام في لحظة غضب الآخر ..عندما يزيد المرأة جاذبية ،وتفادياً لجدال ساخن عائلي يؤجج الموقف ، وتنتهي حدود الصمت عند نفاذ الصبر على جروح المهانة والذل .
قصص كثيرة في هذه المساحات الآمنة المنتشرة في أغلب المحافظات ،لناجيات من ثقافة الخوف ،من ثقافة الصمت ،بكلام أبلغ وقعاً وأشد صدقاً ،من ريم التي تمكنت من تجاوز حالة الاكتئاب والحزن والتعافي من آثار عنف أسري، واستطاعت أن تبحث عن فرصة عمل بسيطة ضمن منزلها حيث إنها لا تستطيع أن تخرج بسبب زوجها ،إلى مريم التي أرادت أن تكرس تجربتها لذلك اتفقت مع مقدمة الدعم الاجتماعي بأن تحكي تجربتها لمجموعة من النساء المعنفات من المستفيدات من خدمات الجمعية لتخبرهم بأن الحياة لم تنته بعد وهناك الكثير من الأهداف التي يمكن أن تحققها كل منهن .
تستنكر المساحات الآمنة ثقافة الصمت السلبي بالتمكين المهني والتعليمي والدعم النفسي والاجتماعي ،بتملك مهارات حياتية بالغة الأهمية لمواجهة المواقف المختلفة وتعلم متى نتكلم ؟ومتى نصمت ؟

  رويدة سليمان
التاريخ: الجمعة 14-12-2018
الرقم: 16860

آخر الأخبار
عيون ترقب أولويات وضمانات الاستثمار ..هل تكون سوريا القبلة الأولى ؟ بمشاركة 100علامة تجارية.. مهرجان النصر ينطلق غداً في الكسوة    الأطفال أكثر إصابة.... موجة إسهال تجتاح مدينة حلب الامتحانات تطفئ الشبكة .. بين حماية النزاهة و" العقاب الرقمي الجماعي " ! خطر صامت يهدد المحاصيل والماشية.. حملة لمكافحة "الباذنجان البري" بحلب  التحول الرقمي ضرورة لزيادة إنتاجية المؤسسات  الدولار.. انخفاض طفيف وأونصة الذهب تسجل 42.5 مليون ليرة "مياه اللاذقية": ٢٠٠٠ ضبط مخالفة مائية وإنجاز خمسة مشاريع رئيسة سلام: تعاون مباشر مع سوريا لضبط الحدود ومكافحة التهريب مع عودة "سويفت" لسوريا.. هل يتم الوصول للخدمات المالية الدولية بسهولة وشفافية؟ ما وراء إيقاف استيراد السيارات المستعملة؟ قرار ترامب.. باب في سور العقوبات حول دمشق أم هدم له؟ تشغيل وإحداث 43 مخبزاً في حلب منذ التحرير منتدى تقني سوري ـ أردني في دمشق الشهر الجاري   توعية وترفيه للحد من عمل الأطفال بريف القنيطرة إزالة بسطات وأكشاك في جبلة بين أخذ ورد خطوة للأمام أم تراجع في الخدمات؟  السورية للمحروقات تلغي نظام "الدور الإلكتروني" للغاز   معامل الكونسروة بدرعا تشكو ارتفاع تكاليف الإنتاج..  المزارعون: نحن الحلقة الأضعف ونبيع بخسارة   مخاوف مشروعة من انعكاس زيادة الرواتب على الأسعار سوريا تطوي صفحة العزلة والعقوبات وتنطلق نحو بناء الثقة إقليمياً ودولياً