نعم نجحت البطاقة الذكية بعد أن رأت النور منذ أكثر من عام، واستطاعت أن تضع حداً لكثير من الممارسات الخاطئة على حساب المواطن على الأقل فيما يتعلق بإيصال المازوت المدعوم إلى مستحقيه، واستطاعت أيضاً أن تحقق شيئاً من الضبط للمشتقات النفطية في محطات الوقود، وأعتقد أنه ما زال أمامها الكثير والكثير من المهام القادرة على تنفيذها بكل نزاهة
وهذا ما عجزت عنه مختلف الآليات والإجراءات على مدى سنوات.
ومع أن البطاقة الذكية أتت متأخرة؛ إلا أننا نستطيع أن نقول إنها أتت في الوقت المناسب ولا سيما مع اشتداد تبعات الحرب والعقوبات والحصار الاقتصادي الجائر على سورية، لكن ما يواجهها اليوم من تحديات هي اتخاذ القرار بدخول مزيد من المواد المدعومة من قبل الدولة لقائمة استخدامات تلك البطاقة، وهذا من شأنه أن يعزز قدرة الحكومة على ضبط مختلف أشكال الخدمات المقدمة من خزينة الدولة لصالح المواطن، والتقليل من استنزاف هذه الكتلة النقدية المخصصة للدعم.
ومن المؤكد أن عمليات الأتمتة ودخول المعلوماتية إلى مختلف القطاعات إضافة إلى الربط الشبكي ساهم في تنظيم وضبط الأمكنة التي طبقت فيها وفي تسريع الكثير من الإجراءات واختصار الوقت وأيضاً كبح الفساد، وهنا نشير إلى أنه لا بد من العمل لتعميم تجربة البطاقة الذكية الناجحة والمريحة لمستخدميها وهناك ما يتم تدواله عن إمكانية استخدامها فعلاً في نطاقات أوسع وأن تدخل على خط الخبز وربما الغاز وغيرها من المواد الأساسية ولا بأس في أن يتم استخدامها فيما يلبي حاجة الأسر متوسطة الدخل والفقيرة وبالتأكيد هي الهدف والمستفيد الأول وليس من المستبعد أن نرى قريباً إجراءات وعقوبات للمتجاوزين في استخداماتها.
ولا بد من الإشارة إلى أن ما زال الطريق أمامنا والحرب الاقتصادية قائمة بل أن الحصار الاقتصادي في أشده، وهو الأداة الأخيرة في أيدي الأعداء للنيل من نصر محقق على مختلف بقاع الأرض السورية، ما يحتم أن يكون التصدي بأدوات مناسبة للمرحلة القادمة، وهذا ما أعلنته الحكومة في أكثر من مكان كعنوان وأسلوب للعمل وتنفيذاً لتوجيهات القيادة العليا للاستمرار في دعم صمود المواطن الذي أرهقته الحرب مادياً ومعنوياً.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 14-12-2018
الرقم: 16860