عمار يا شام

لن يبالغ التاريخ كائناً من كان واضعوه اذا وصفوا ما جرى لسورية قلعة العروبة والصمود خلال أكثر من سبع سنوات بأنها أعتى وأشرس حرب تكالبت خلالها قوى من جميع أنحاء العالم بشكل مباشر أو غير مباشر لتدميرها وإلغاء دورها في مواجهة المشروع (الصهيوأميركي التكفيري) الذي تحقق في عديد من دول الربيع العربي وصولاً إلى تسيّد الكيان العبري الغاصب في الشرق الأوسط .
هذا الصمود الأسطوري لم يتم إلا بفضل قيادة وشعب وحلفاء سورية التي لا يختلف اثنان بأنها ستعود أفضل مما كانت، بل الأفضل في المنطقة قوة ومتانة في البنية العمرانية والسياسية والاقتصادية.
والذين يزورون دمشق هذه الأيام يَلحظون كيف تعجّ هذه العاصمة بالحركة بحثاً عن دورفي إعادة بناء سورية، إضافة إلى ما يعقد من مؤتمرات اقتصادية في العواصم الأوروبية تحاول أن تروج أن بعض دول الجوار ستكون بوابة عبور إلى سورية ، ما يعني إقراراً بأن الحرب انتهت أو على مشارف النهاية التي كنا نتوقعها على خلفية قراءة ومتابعة لمجريات الأحداث وليس على خلفية الرغبات والأمنيات .
أما من سيعيد إعمار سورية ؟ .. فهذا سؤال أجاب عليه القائد بشار الأسد في غير مناسبة ومنذ سنوات لأنه كان يؤمن بالانتصار إيمانه بشعبه الذي يتفاخر بأنه الحليف الأول لوطنه، إضافة إلى محورالممانعة المتمثل بروسيا وإيران والمقاومة وكذلك الصين التي لعبت دوراً سياسياً لافتاً في المحافل الدولية .
وكما عبر القائد بشار الأسد ومعه القيادة والشعب بأنه لن يكون لأحد ممن شارك في قتل الشعب السوري وتشريده وتدمير المدن والبنية التحتية السورية أي فرصة في ما يسمى بلعبة التدمير للتعمير مهما تفننوا وتذاكوا في عمليات التسلل عبر وسطاء يعتقدون أن القيادة السورية غافلة عنهم.
الحرب انتهت .. نعم وبكل ثقة ، والإعمار الجديد بدأ .. وأيضاً نعم وبكل ثقة ، لكن هذا لا يعني أن نغمض أعيننا عن (المشاغبات) الغبية والخبيثة لبعض الدول التي كانت تجاهر في التدمير بذريعة استكمال محاربة الإرهاب الذي يلبس ألف ثوب وثوب، وهؤلاء يعرفون أن الارهابيين يلفظون النفس الأخير، لأنهم هم الذين صنعوهم وصدروهم إلى سورية ليرتدوا عليهم الآن، وهذا ما توقعناه لهم، وخاصةً مملكة الإرهاب والظلام السعودية التي بدأت تنسج كفنها كدولة قوية ومؤثرة في المنطقة تستطيع شراء ما تشاء بالمال القذر .
إن الدول الهشة والمرتهنة بنفطها وثرواتها إلى أميركا وبريطانيا واسرائيل أكثر ما تخشاه هو العملاق السوري القادم الذي اجمعت كل دراسات المنظمات المهنية والدول بأنها ستكون سيدة المنطقة وقائدتها في المستقبل المنظور بقوتها العسكرية وبغناها، ما يعني أن دول النفط المرتهنة انتهى دورها وتسير بخطى متعثرة إلى مصيرها الأسود.
ومن هنا نفهم الهرولة المهووسة لهذه الدول للتطبيع مع اسرائيل والإعلان عن مشاريع وهمية تخدر بها شعوبها التي لا بد أن تستفيق لتسحق حكامها الظلاميين الرجعيين.
وإن غداً لناظره قريب ….
د. عبد الحميد دشتي
التاريخ: الثلاثاء 18-12-2018
رقم العدد : 16863

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية