فرنسا تترنح على وقع الاحتجاجات المتواصلة.. «السترات الصفراء» تشعل باريس مجدداً.. وترفض «فتات» ماكرون
لم تشفع التنازلات التي قدمتها الحكومة الفرنسية، ولا إجراءاتها الهادفة لاحتواء الغضب الفرنسي ضد سياسات مانويل ماكرون في إقناع «السترات الصفراء» بشكل كامل لوقف احتجاجاتهم،
حيث وللأسبوع السادس على التوالي واصل محتجو «السترات الصفراء» أمس تظاهراتهم في شوارع العاصمة الفرنسية باريس وأماكن أخرى احتجاجا على سياسات ماكرون ولا سيما الاقتصادية والتي أدت إلى ارتفاع تكاليف المعيشة بشكل كبير.
الاحتجاجات ضد الحكومة الفرنسية بدأت تجمعها أمس في شوارع العاصمة باريس، رغم تراجع الحكومة عن قراراتها الأسابيع الماضية برفع الضرائب على الوقود، وإعلان ماكرون سلسلة إجراءات طارئة اقتصادية واجتماعية لتهدئة البلاد.
وقد سار مئات من المحتجين في شوارع باريس أمس قرب بعض أشهر المزارات السياحية في العاصمة الفرنسية من بينها دار أوبرا ومتحف اللوفر مع تراجع عدد المتظاهرين مقارنة بالأسابيع السابقة.
وتظاهر مئات الأشخاص في باريس وقالت الشرطة إنه لا توجد حالات عنف أو اعتقالات. ويتناقض هذا المشهد مع تظاهر نحو أربعة آلاف شخص في المدينة يوم السبت الماضي، وفقا لرويترز.
وقد أعلنت السلطات الفرنسية مقتل شخص في حادث سيارة خلال الاحتجاجات بجنوب فرنسا، وبذلك يرتفع عدد الوفيات المرتبطة بالاحتجاجات المناهضة للحكومة في فرنسا إلى عشرة أشخاص.
وقال موقع «لو فيجارو» الفرنسي أن الضحية رجل يبلغ من العمر 36 عاما، اصطدم بشاحنة، كانت متوقفة إلى جانب عربات آخرى ضمن تظاهرات أصحاب «السترات الصفراء» في مدينة بيربيغنان.
وبالرغم من تدخل عدد من الأشخاص لمساعدة الرجل، إلا أنه لقي حتفه بعد 15 دقيقة من وقوع الحادثة، متأثرا بإصابته.
وكالة فرانس برس ذكرت أن المحتجين تجمعوا أمام قصر فرساي الذي شهد إسقاط الملكية في ثورة عام 1789 وكذلك في أماكن أخرى من المدينة ورددوا هتافات ورفعوا لافتات تندد بسياسات ماكرون وتؤكد استمرار حراكهم حتى تحقيق مطالبهم كتب على إحداها «باريس في الشارع» وأخرى «ماكرون يرمي الفتات للجائعين» و«يكفي احتقارا».
ولا يزال الوضع الأمني في باريس وفرنسا بأكملها متوترا مع نشر السلطات الفرنسية آلافا من عناصر الشرطة والمدرعات لقمع المحتجين والسيطرة عليهم، وبحسب وزارة الداخلية الفرنسية فان المدرعات انتشرت وتمركزت في مناطق مثل تولوز وبوردو وكانت في حالة تأهب في باريس.
وقال اثنان من المحتجين إنهما جاءا للتظاهر حتى «يسقط ماكرون» بينما دعا بعض المحتجين إلى منع مرور الشاحنات عبر الحدود الفرنسية الإسبانية في حين قامت الشرطة بقمع تجمع للمحتجين في بولو على الحدود مع إسبانيا.
ودعت الشرطة الفرنسية في وقت سابق المحال التجارية في باريس إلى «التزام الحذر» في وقت أشارت فيه وزارة الداخلية الفرنسية إلى نشر قوات أمنية لتفريق المحتجين دون أن تذكر العدد.
وكانت السلطات الفرنسية نشرت الأسبوع الماضي نحو 69 ألف رجل شرطة منهم 8 آلاف في باريس مدعومون بآليات مدرعة تابعة للدرك.
حكومة ماكرون وفي محاولة منها لاستمالة المحتجين وتهدئتهم عشية التعبئة الجديدة أقرت سلسلة إجراءات طارئة اقتصادية واجتماعية بما فيها إعفاء المواطنين من الضرائب على الساعات الإضافية ودفع مكافأة استثنائية معفاة من الضرائب للموظفين الذين يتقاضون حتى 6300 يورو.
وبالتوازي مع احتجاجات فرنسا أعلنت حركة «السترات الصفراء» عن تنظيم مظاهرة في مدينة أنتويرب الواقعة شمال العاصمة البلجيكية بروكسل في إطار الحراك الشعبي الذي اتسع وامتد إلى دول أوروبية عدة.
ظاهرة «السترات الصفراء» انتشرت في عدد من الدول الأوروبية كرمز للغضب إزاء المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ونظمت أول مظاهرة للحركة في العاصمة البلجيكية في الـ 30 من الشهر الفائت وذلك بعد أن ملأ المتظاهرون المنتمون إلى الحركة شوارع المدن الفرنسية احتجاجا على الأوضاع الاقتصادية وتنديدا بسياسات ماكرون.
وقبل ثلاثة أسابيع تحولت الاحتجاجات في باريس إلى إحدى أسوأ الاضطرابات في العاصمة منذ عام 1968، وأُحرقت سيارات وحُطمت نوافذ بنوك ومكاتب شركات تأمين وتعرضت الشوارع للتخريب.
التاريخ: الأحد 23-12-2018
الرقم: 16867