الكثير من وزارات الدولة تتحدث عن مسألة التأهيل والتدريب، وتعطيها جلَّ اهتمامها، طبعاً بشكل إعلامي لا أكثر ولا أقل، مع علمنا أنها على غاية من الأهمية، بل لنقل يجب أن تكون في سلم الأولويات، مع علمنا أنه يرصد مبالغ طائلة في الموازنات لهذه الغاية، لكن على ما يبدو أن هذه المبالغ يتم صرفها في غير ما رصدت له.
فكما هو معلوم أن الغاية من التأهيل والتدريب هو تمكين وتنمية وصقل مهارات العاملين بما يسهم في تحقيق أهداف الجهة العامة من خلال تأمين تدريب نوعي لكافة الموظفين من كل الفئات، وتمكينهم من مسايرة التقدم العلمي والتكنولوجي والإلمام بأساليب العمل الحديثة وتأهيلهم بما يضمن الأداء الأمثل لواجباتهم الوظيفية.
ناهيك عن كون التدريب والتأهيل وسيلةً من وسائل التعليم، وطريقة من الطرق المستخدمة في تحسين الأداء، سواءً ضمن مجال عمل معين، أو في مناهج دراسية تحتاج إلى التدرب على مجموعة من المهارات التطبيقيّة، وما دمنا نشير إلى المناهج الدراسية ودور التدريب والتأهيل فيها نشير على سبيل المثال لا الحصر إلى أن هناك أكثر من ثلاثمئة ألف معلم ومدرس لم يخضع من هذا الرقم لدورات تدريبية سوى نحو خمسة وأربعين ألفاً، مع علمنا بتطبيق مناهج مطورة تحتاج كما أشار وزير التربية إلى تأهيل لمواكبة التطور في المناهج، وهذا يقودنا إلى أن التدريب والتأهيل يسهم في تحسين أداء الأفراد، وجعلهم أكثر ثقة، ومعرفة أثناء استعدادهم لتطبيق كافة المعلومات التي حصلوا عليها واقعياً.
وهنا يبدو السؤال مشروعاً: هل أعطت جهاتنا العامة هذه المسألة جل اهتمامهما وصولاً إلى تحقيق التطور النوعي في أداء العاملين..؟.
قطعاً ان أغلبية هذه المؤسسات لم تعر هذه المسألة أي اهتمام مع أنها تبالغ بإظهار الاهتمام، هذا هو واقع الأمر المعاش اللهم إذا ما كان هناك بعض الجهات التي تقوم بإجراء دورات تدريبية ستكون هذه الدورات شكلية، مع علمنا أن الحكومة في أغلبية اجتماعاتها تؤكد ضرورة تأهيل وتدريب العاملين.
ونحن هنا نقول لكل المعنيين إن التدريب والتأهيل حاجة ملحة لا بد وأن تعطى الأولوية لإعداد كوادر مهيأة لإدارة العملية الإنتاجية بمختلف مسمياتها، ولا يمكن القبول بشكل أو بآخر أن تبقى هذه المسألة مجرد حبر على الورق ونقطة من أول السطر.
asmaeel001@yahoo.com
اسماعيل جرادات
التاريخ: الأثنين 24-12-2018
رقم العدد : 16868