في الوقت الذي نبحث فيه عن منتجات ونقوم باستيرادها من الدول المختلفة كثيرا ما نسهو عن الأعمال الصغيرة في الوقت الذي ننظر به إلى الصورة الأكبر..
وعما يزخر به بلدنا سورية من طبيعة وجمال وايدٍ صانعة ومبدعة ..
فدور الحرفيين في صناعة الحضارة السورية لا يقل شأنا عن أي أعمال , فهم يشكلون بصناعاتهم اليدوية ثروة وطنية اقتصادية وجمالية تسهم في النهوض والبناء بالتوازي مع انتصارات الجيش العربي السوري والاسهام في إعادة إعمار سورية
المهندس منذر رمضان «رئيس فرع اتحاد الحرفيين بطرطوس» لفت إلى أن هناك إضافات لا تتعارض مع التراث والتاريخ ولكنها تحمل الطابع التراثي بأسلوب الحاضر والمقصود هنا بأننا سنترك بصمة عصرنا إلى الأجيال الصاعدة لأننا سنكون في وقتها نحن الأجداد وسيذكر التاريخ حقبتنا من خلال ما يتم تصميمه على أيدي الحرفيين السوريين المتعلقين بأرضهم وجذورهم وأصالتهم وحول أهمية المعارض التي تقام بين الحين والآخر قال: هي دليل على الاستمرار في الإنتاج والعطاء ومساهمة في الإعمار والبناء إذ نحن بدورنا نسعى لإعادة الإعمار بدءاً من الإنسان من خلال احياء ذاكرته واستثمار فكره وإبداعه ونقل خبرته وتعليمها لكافة شرائح المجتمع للمساهمة في انطلاقته نحو المستقبل للحفاظ على هوية الماضي الذي توارثناه من أجدادنا ونقله إلى الحاضر نكون قد عبدنا الطريق لجسر نحو المستقبل إنه الإنسان السوري هو الماضي والحاضر والمستقبل..
فسورية الولاّدة للمبدعين بكافة المجالات كانت وستبقى مهد الحضارة والإنسان وسيبقى ترابها المقدس مصانا بفضل جيشها وشعبها وحكمة قائدها ..
الطابع التراثي
وأضاف رمضان بقوله : إن المعارض السنوية التي يقيمها اتحاد الحرفيين في مدينة طرطوس القديمة وبمشاركة ما يقارب الأربعين حرفياً وحرفية بأعمال يدوية تحمل الطابع التراثي والتقليدي من أطباق القش وأعمال فنية متقنة من الحرير الطبيعي ومعروضات متعددة مثل .. الخيزران وأعمال بالفضة والأحجار الكريمة ..مصوغات متنوعة من حلي قديمة تم تطويرها لتتناسب مع العصر ومجسمات سفن خشبية ,أعمال نحتية ,لوحات فنية إضافة إلى منمنمات من الخرز والنحاس ولوحات فنية من توالف البيئة كذلك ما يخص إعادة تدوير الأقمشة وتحويلها إلى حقائب متقنة تتناسب مع كافة الأذواق..
إضافة إلى التراثيات والشرقيات المختلفة ..أعمال فنية بأصداف البحر. .مواد تجميلية طبيعية . زهورات مختلفة وأعمال بالصوف والصنارة وأشكال فنية مصنعة بمواد متطورة من التراب تضاهي مادة الريزين في صلابتها على يد أحد السوريين المبدعين .
وايضا التطريز على القماش والرسم على حصى البحر وتحويله إلى تحف فنية رائعة الجمال واشار رمضان الى احتواء المعرض لمنتجات ريفية من مواد غذائية وزهورات ودبس الرمان والمقطرات من ماء الورد والزهر حيث كان التقطير ضمن المعرض بالإضافة إلى أعمال فنية مميزة بالورق والألوان ..
حرف يجب احياؤها
محسن العجي « رئيس جمعية المهن اليدوية بطرطوس « أوضح من خلال تصنيعه لآلة التقطير الطبيعية بقوله: التقطير هو من المهن اليدوية التي يجب احياؤها في تراثنا الحاضر للحصول على العطورات الطبيعية من الورود مباشرة فلماذا نقوم باستيراد العطور؟
والطبيعة كلها ملكنا وكل ما يتعلق بالتراث القديم علينا متابعة احيائه وهذه المشاركة هي الاولى التي قمت بها في هذا المعرض ..
توثيق للبيئة
المهندسة انعام حمودي بينت أن مشروعها هو توثيق للبيئة الساحلية وكان قد اخذ سابقا جائزة الباسل الاولى للإبداع عام 2017 وهي محاولة لنقل الرموز الموجودة بالأماكن الدينية للعناصر التزيينية المختلفة سواء على القماش او الفخار بهدف استنباط رموز بيئتنا الساحلية كما ارتبطت هذه الدراسة بدراسة مجموعة من المجوهرات الكنعانية والفينيقية التي اشتهرت بالإبداع وهذا ما دفعني للعمل والتصميم على أحجار الفضة برموز ومحاولة لإسقاطها على قطع المجوهرات وإضافة بصمة فنية ايضا ..
المدرس مطاع سلامة أحد المبدعين السوريين تحدث عن تجربته الجديدة في صقل الأسطح والجدران والفازات كمادة فنية تشكيلية ان كان رسما او تماثيل وانتهاء بالديكورات فقال: هي مادة لتوفير خمس مواد في الصقل مصنعة بمواد متطورة من التراب تضاهي مادة الريزين في صلابتها كمحاولة لتوفير نسبة /40 %/ من نسبة المواد المستخدمة في البناء والديكور,
واضاف : يمكن ان اختصرها بكلمة / شدو / وربما اطلق عليها اسم علمي لاحقا اضافة الى جانب اخر ايضا هو مجموعة من الزيوت الجمالية والفيتامينات التي اقوم بتصنيعها لخدمة البشرة , ولكن تبقى امنيتي ان نجد دوما جهات راعية للمشاريع الجديدة بحيث يمكننا المساهمة في قضايا الاكساء والديكور وإعمار سورية علما أنني على أتم الاستعداد لتقديم أي اعمال جماعية مشتركة ..
الفنانة انتصار ظروف تحدثت عن أعمال الصدف والرمل والبيئة البحرية بقولها : مشاركتي هذه تعتبر الاولى حاولت من خلالها ان اقدم أشياء بسيطة من بيئتنا البحرية الزاخرة بالجمال والبساطة اعمال مفيدة وجميلة علما أنني بدأتها كهواية منذ عام وقمت بتطوير الأعمال الآن..
في الختام..
ما نتمناه هو دعم الحرف الفنية المهنية بشكل دائم للوصول إلى المنتج الحرفي الأكثر تطوراً على المستويين المحلي والدولي.. وتشجيع الحرفيين المبدعين على مزاولة حرفهم بصورة دائمة ومستقرة .. اضافة الى إيجاد منافذ لتسويق منتجاتهم على الزائرين والسياح طوال العام.. ما يسهم في مساعدة الحرفيين.. والارتقاء بالمنتج الحرفي وتسويقه.. واحتضان المبدعين و مشاريعهم الذين يشكلون بأعمالهم ثروة وطنية حقيقة.