لن نستكين في وضع قواعد لاقتصاد الأسرة مادامت عجلة الاقتصاد لم تتحرك بالشكل الذي يؤمن للمواطن حياة خالية من ضيق مادي،
وفي آخر مرة كان بحثها يدور حول عدم رمي أي شيء دون استهلاكه للآخر:الليمون نعصره ثم نضع قشره في كأس ماء وبدقيقة تغلي في المايكرويف فنقوم بتنظيفه بفضل البخار ثم ننظف بمائه وبقشره الغاز أو المجلى أو أي شيء آخر.
إلى هذه الدرجة قامت المرأة السورية بالاستفادة حتى من قشر الليمون وكأنها لم تعتد أن يصيبها الرفاه بأي مكان وزمان حين كانت تحتفظ منذ أربعين عاما بقشور الرمان اليابس وشراشيب الذرة لتبيعه عبر الباعة الجوالين ليصنع منه الحنة وبعض العقاقير وأشياء لصناعات أخرى لم تكن تعرفها لكنها كانت مطلوبة.
أما مناسبة هذا الحديث فهو ما نعتت به إحدى الميسورات إحدى سيدات الاقتصاد المنزلي الذي كان بداية هذه المادة وقالت لها :لهذه الدرجة أنتم تقترون على أنفسكم أم أنكم بخلاء؟ فردت: نعم لهذه الدرجة!
في سنوات سابقة تنفست الأسرة بعضا من رفاه واستطاعت ادخار جزء من مالها لكنها اليوم بالكاد تستطيع أن تؤمن غذاءها، لكنها مع ذلك تساير الوضع الراهن وتستنفر طاقتها المعرفية والجسدية لتأمين أدنى الحاجات، وهذا هو التحدي الذي يمكن أن نقول إنها ربحته. ولابد من الثناء عليها والتأكيد عليها:نعم إلى هذه الدرجة.
لأن القناعات المتشكلة منذ زمن في الذاكرة السورية لا تمحوها سنوات وأهمها بقاء الحال من المحال.
أيدا المولي
التاريخ: الخميس 3-1-2019
الرقم: 16875