اصبحت المدن السورية تشهد الكثير من الازدحامات والتي وصلت لمرحلة تنذر بالخطر خاصة مع التلوث الذي ينتج من تواجد هذا العدد الكبير من السيارات في منطقة ضيقة ناهيك عن التأخير الذي يصيب المرء مع الاكتظاظ والاختناقات المرورية.. المشكلة أننا لا نمتلك ثقافة استعمال وسائط النقل العامة والجماعية إلا اضطرارا فمن يمتلك سيارة يقوم باستخدامها حتى في حال كان الطريق ليس طويلا وليس بحاجة لاستخدام السيارة الخاصة لتبدأ عندها المشكلات تأتي تباعا مثل عدم وجود اماكن للتوقف ومرائب قادرة على استيعاب كم السيارات الكبير الذي يتواجد في ساعات الذروة وسط المدينة ناهيك عن التلوث الصادر من عوادم السيارات والذي حذر منه مرارا وتكرارا.. البعض مازال يؤكد ويتساءل اين هي منظومة النقل الجماعي التي يمكن الاعتماد عليها والاستغناء عن استخدام السيارة خاصة وان هناك مشكلة حقيقة لمن لا يمتلك رفاهية الاختيار فالحشود التي تنتظر وسائط النقل الجماعي كبيرة أما بالنسبة لاستخدام سيارات الاجرة فحدث ولا حرج فهي بحاجة لراتب اضافي خاصة مع ضعف الرقابة على السائقين الذين اصبحوا يمرحون ويفرضون الاجرة بعيدا عن العداد الذي اصبح اغلب الاوقات خارج الخدمة.. الحكومة وفي إطار الدعم لقطاع النقل الداخلي أكدت أنه وصلت الدفعة الأولى من باصات النقل الداخلي والبالغة /50/ باصا من أصل /200/ باص وفق عقد التوريد الذي تم توقيعه خلال عام 2018، في حين سترد الدفعات المتبقية منها بمعدل /50/ باصا كل 10 أيام، مشيرة إلى أن هذه الباصات وردت مطابقة للمواصفات التعاقدية وهي لتعزيز خدمة المواطن في مجال النقل الداخلي وسيتم توزيعها على كل المحافظات بما يلبي احتياجات المواطنين فيها.
و فيما يتعلق بدعم قطاع النقل بين المحافظات وافق مجلس الوزراء على إجازات استيراد من قبل القطاع الخاص لتوريد /2000/ ميكرو باص بسعة 24 راكب لتأمين النقل بين الضواحي والمدن، سيتم تخصيص /250/ ميكرو باصا منها لتأمين احتياجات ريف حلب، ومن المؤكد أن هذه الاجراءات ليست كفيلة بمعالجة المشكلة بشكل جذري واعتقد ان ثمة خطوات سيتم الاعلان عنها مستقبلا لتوريد المزيد من الباصات بما يلبي حاجة مختلف المحافظات إلا أن امتلاك ثقافة استخدام وسائط النقل الجماعي خاصة في اوقات الذروة والازدحام هو امر لا مفر منه خاصة أن اضرار الاختناقات المرورية مازالت تتصاعد ولابد من مواجهة هذا الامر بوعي وادراك.
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 4-1-2019
الرقم: 16876