هو التخبط العشوائي في مساحة الوهم، والغوص عميقاً في مستنقع اللاجدوى، والتجديف العبثي عكس تيار الواقع السوري الحالي الذي فرضته الإنجازات المتتالية في الميدان والتي أحدثت تغييراً كبيراً بالخريطة العسكرية والمعركة السياسية التي خاضتها سورية باقتدار وصوابية استراتيجية على مر سني الحرب التي استهدفتها، حال كل من واشنطن ومن يعتنق نهجها الإرهابي ومن يلاحق سراب أطماع لن ينالها في الجغرافيا السورية كأردوغان الانتهازي وماكرون المنغمس في لعبة الشرور الاميركية حتى أذنيه بعد تنطعه بالجاهزية للقيام بمهمة عدوانية راكباً موجة داعش ومحاربتها في الشرق السوري .
وعلى تخوم المشهد شرق الفرات الذي رفعت واشنطن حرارة تسخينه بعد أن ألقت في المحرقة أدواتها من الميليشيات الانفصالية التي دارت طويلاً بفلك التبعية حتى سقطت في بئر التخلي الصادم بضربة أميركية قاصمة، تجلس واشطن التي أشعلت فتيل الحرب في سورية وإن حاولت بفعل مخاتلة خبيثة أن تعوم على السطح الإعلامي فقاعة أن انسحابها قاب قوسين من تنفيذ بعد إكمال دونكيشوت الأميركي فانتازيا مصارعة الإرهاب وانتصاره على طواحين خياله، فهي تدرك يقيناً انها تترنح على حافة النهايات الإرهابية، لذلك تراقب بقلق ما ستؤول إليه الأمور بعد إطلاقها يد اردوغان لينفذ المهمة العدوانية، وإلباسها ذنبها الفرنسي دوراً استعمارياً فضفافاً يفوق قزامة حجمه الدولي، فأرسل سرب من(الرافال) ليكمل بكل وقاحة مسرحية الدجل بمحاربة داعش.
فما بين المعلن المفخخ من تصريحات ترامب والمبطن الدنيء من نياته لتفجير المشهد الشمالي والشرقي، و سواء انسحبت واشنطن من قواعد إرهابها في سورية، أم بقيت تناور خداعاً مراهنة على انقلاب المشهد الميداني، ماضية وراء سراب مقامرة أخرى تتمثل في إشعال الشرق عسى دخان استعاره يحجب الرؤية ويعوق سورية عن استكمال مشهد التحرير، إلا إنها تدرك جيداً أن أغلب أوراقها حُرق على مساحة الجغرافيا السورية، وإن أي رهان عبثي على تغيير قواعد الاشتباك مجرد شطحات خيال، فما أنجزته الدولة السورية سيُستكمل، ووحده يعطي الزخم لمعارك تحرير الشمال والشرق القادمة.
ايقاع انتصار الدولة السورية أسمع صداه كل من في أذنيه صمم غطرسة استعمارية، وتفوق الجيش في الميدان أسقط كل الرهانات، وثقب مخرز الحق السوري كل بالونات التآمر والتعطيل التي أُطلقت لمنع استكمال التحرير.
لميس عودة
التاريخ: الجمعة 4-1-2019
الرقم: 16876