الشاة الجريحة لم تعد ترضي الذئب الجامح.. ومن خلف وحشيته المهابة ذكرها في قصيدة له.. قال:
سورية هذه.. رمال وموت.. وليس فيها شيء..
حسن.. اتركوها سيادة الرئيس.. اتركوها تعصر رمالها… أبعدوا الموت عن أبنائها.. أو دعونا نقاوم الموت وننشد الحياة ونبنيها كما كنا نفعل يوم جئتمونا برايات الكذب والنفاق.. واحدة تتحدث عن حقوق الإنسان.. و واحدة تتحدث عن الحقوق السياسية.. وثالثة عن ديمقراطية.. وجيوش من الإرهابيين الذين تزعمون أنكم تحاربون.
يا كل سوري.. هؤلاء هم.. دون خباء أو توصيف.. هم يرون بلدنا.. رمال وموت.. لا شيء فيها حتى لا يروننا نحن الذين ما زلنا في هذا البلد.. وبعد أن همّ الوحش بترك الفريسة التي يحاول سلخ جلدها وتقطيع لحمها وتكسير عظامها.. أو هكذا زعم.. جاءه معشر الوحوش من كل صوب يندهون عليه:
احذر.. في سورية ما زال لنا مطامع.. وفي سورية ما زال ثمة كيان وعزيمة وأمل وهمة.. فدعنا نكمل تقطيع الفريسة.. قبل أن تستعيد الحياة..
يا كل سوري.. أينما كنت وحيثما اصطففت.. انتبه إن كنت ما زلت تحتاج وطناً.. انتبه كيف يقرؤون وطننا وكيف يقيموه.. انتبه.. نياتهم لم تعد خافية.. بل هم لم يعودوا يخفونها..؟!
انتبه و اصغ إلى الأصوات التي تطالب الجلاد أن يستمر في جريمته..؟! انتبه أيها السوري.. هل تسمع بين أصوات الاعتراض على الانسحاب من استكمال الجريمة، أصواتاً سورية.. أو يفترض أنها كذلك.. ؟! هل تسمعهم يستجيرون بالمجرم ليكمل جريمته..
هل حصل ذلك بالتاريخ..؟!
(لا يا سيدي أرجوك لا تسحب قواتك من سورية.. نرجوك.. بل عد إلى ضربها وقصفها وتدميرها من البعيد.. ألم يكن إعلاناً بيننا بموافقتكم ودعايتكم أن نخرب البلد لنقيم الديمقراطية كما تشاؤون وترسمون..؟!)
هل خدعتمونا..؟!
يا حيف.. كان الأمل بكم يا زعيم الوحوش الضارية ألا تترك الشاة وفيها رمق.. قل.. اشرح.. ما عندك..
هدأ الوحش قليلاً وبدأ من جديد يتأمل المشهد مستغرباً ومستهجناً غباء الحلفاء:
ألا يرون أن الضحية ترفض الموت.. ؟؟!! سورية لا تريد الموت ولا تستسلم.. بل هم الذين حالفتهم ودعمتهم.. خسروا المعركة حتى الآن.. وسيخسرونها في الغد.. ودائماً.. لأنهم بلا وطن يدافعون عنه.. وسيربح من يدافع عن وطنه..
يا كل سوري.. هل سمعتم بالأمس صوتاً رصيناً ديمقراطياً معارضاً يتحدث العربية بلكنة سورية.. يطالب عربانه ألا يفتحوا سفاراتهم في سورية..
إلى جهنم بكل من تآمر على هذا البلد..
ولن نموت.. ولو حسبونا بلد الموت، كما يزعمون.. نحن بلد الموت لهم ولإرهابهم وأنصارهم وحلفائهم وليس لنا..
خَطٌ على الورق
أسعد عبود
التاريخ: الثلاثاء 8-1-2019
رقم العدد : 16879