غطرسة أردوغان

حتى الآن يصر رئيس النظام التركي رجب «طيب» أردوغان على إطلاق قذائف حقده وعدوانيته على السوريين، وكأن ثماني سنوات من دعم الإرهاب لم تكفه أو تحقق له غاياته في الوصول إلى أهدافه التوسعية، ولم ترض غروره و أطماعه العثمانية التي ورثها عن أجداده، ولهذا تدفعه وقاحته مجدداً للحديث عن «قدرته» المزعومة على حماية مصالح الشعب السوري بعد انسحاب أميركا من الأراضي التي تتواجد فيها!!
أردوغان يعرف أكثر من غيره أن السوريين يعرفون مصلحتهم جيداً، والتي تتلخص بخروج القوات الغازية والمحتلة من أراضيهم، وهم الأقدر على حمايتها من أي جهة دعمت الإرهاب وزرعته ونشرته في ثناياها، وليسوا بحاجة لحماية أحد من شاكلة أولئك، والتضحيات التي قدموها من دماء وأرواح وشهداء أكبر دليل على ذلك، في الوقت الذي أثار فيه الوجود الأميركي والتركي الرعب والخوف في المناطق التي حلّ فيها، ولا تزال غارات ما يسمى بالتحالف الدولي الذي تتزعمه واشنطن على شرق الفرات، و جرائم العصابات الإرهابية المدعومة من تركيا في عفرين وما حولها، والاعتداءات على أرزاق وممتلكات السكان شاهدة على صلف وغطرسة الطرفين.
والأجدى لرئيس النظام التركي لو تحدث عن حماية مصالحه، ومكتسبات الغرب الذي أوكل له مهمة الحرب العدوانية التي تشنها زمره وفصائله ومرتزقته في سورية والعراق وباقي دول المنطقة، ولاسيما أنه يمنن ذاك الغرب بأن بلاده تمتلك ثاني أكبر جيش في حلف الناتو الذي تستخدم الدول الأعضاء قواتها لإثارة الفوضى والاقتتال والغزوات، والتهديد للحصول على ما تريد، وليس لاستتباب الأمن أو تهدئة الصراعات الدائرة في أنحاء العالم.
تركيا بنظامها الحالي لن تكون أكثر من مخلب تغرزه أميركا والدول التابعة لها في جسد الأمة العربية، وذراع يلوّح بسيف التسلط لسرقة ونهب ما تبقى من ثروات بأيدي شعوبها، وهي فيما لو استمرت على هذا المنوال سوف تعرض أمن المنطقة للخطر بسبب ما تثيره من عداوات وفتن بين الأطياف التي عايشت بعضها وتفاعلت على مدى عقود وربما قرون خلت، ولم تختلف فيما بينها، حتى جاءت تركيا وأشباهها، وما تطلبه من سيدها الأميركي اليوم بتسليمها المناطق التي سوف يخليها، سواء لها أم لعصاباتها، لهو دليل على الغطرسة التي يريد أردوغان الاستمرار فيها، دون الاكتراث بالنتائج أو العواقب الكارثية التي قد تترتب عن ذلك.
حدث وتعليق
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 10-1-2019
رقم العدد : 16881

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب