لعل تباشير الانتصار شديدة الوضوح، ففي الأفق يبدو النور شديد السطوع معلناً قرب انتهاء المعركة، رافعاً راية النصر نقية صافية تستذكر تضحيات كبرى قدمها شعب صامد مضح يتقدمه بواسل جنود قدموا الغالي والنفيس ولم يبخلوا بغال أبداً ، فقدموا أرواحهم قرابين طاهرة على مذبح حرية الوطن وكرامته وسيادته. واقع يلمسه كل متابع للحدث السوري ، قريباً كان أو بعيداً، ويدرك أبعاده وحقيقته كل سياسي يطلع على مجريات الواقع وتطورات العدوان الاستعماري الصهيوني وتفاصيله كلها، فيما تدرك الحكومات المعتدية تلك الحقيقة المنتظرة وهي تستعد لارتداء أثواب النصر المؤكد.
أمام هذا الاستحقاق تبقى مواقف الحكومات المعتدية تراوح في مكانها ، فهي في معظمها تدرك أن ظروف العدوان الإرهابي قد تغيرت، وتدرك أنها يجب أن تتغير وتستجيب لتلك المتغيرات ، لكنها لا تستطيع قبول هذا الواقع المنتظر، فنراها تحاول إعاقة استحقاقات المرحلة القادمة بكثير من الإجراءات والتهديدات والضغوطات ، سواء كانت إرهابية أو سياسية أو دبلوماسية أو غيرها، لكنها تتناسى أو تتغابى عن وقائع مواجهة سورية للإرهاب وكيف استطاعت تجاوز كل العقبات وتحويلها إلى انتصارات في ميادين المواجهة العسكرية المباشرة مع الاٍرهاب ، وفي المنظمات الإقليمية والدولية، وفي المنظمات غير الحكومية التي كانت تتحرك كلها وفق توجيهات ومطالب وتعليمات الغرب الاستعماري والرجعية الخليجية والسلوك العثماني المتخلف والواهم بخيالاته، فسقطت كل المخططات وانتهت جميع محاولات العدوان، ودفنت في قبور الخيبة والخسران، وها هي اليوم تعود بدعوات وتصريحات حاقدة وجاهلة معتقدة أن سورية مشغولة في العودة إلى مقاعد زهدت فيها ، أو لقاءات ملتها ونسيتها، فهي في ثباتها أقوى بشعبها الصامد الصابر الواثق الملتزم المنتمي، وبجيشها الباسل المضحي المستعد للتضحية دوماً، وبحلفائها في محور محاربة الاٍرهاب ، وبذلك فإنها تمتلك عوامل الانتصار كاملة ، وأبوابها مشرعة لأبنائها كافة ، تصفح وتعفو وتسامح، فيما تبني وتعمر بتكامل بنيانها الوطني المتفرد.
مصطفى المقداد
التاريخ: الأثنين 14-1-2019
رقم العدد : 16884