انزياحات تكتيكية

ليست عبثية، او من دون أسباب، تلك الانزياحات التي تشهدها المنطقة في الخطوط تكتيكيا لبعض الدول والقوى الفاعلة في الاحداث التي تجري على الأرض السورية، من المواقف التركية والاهتزازات التي تشهدها علاقاتها مع الولايات المتحدة الأميركية، الى الموقف الكردي شرق الفرات مع علاقته بالدولة الام، الى التغيرات الجذرية في جغرافيا السيطرة الميدانية في ادلب.
في قراءة المشاهد المستجدة في الساحة الميدانية السورية، ثمة الكثير من المعطيات الجديدة، فثمة الكثير من الدلالات والمعاني عندما تسير روسيا دورياتها في أحياء منبج وضواحيها في ذات الوقت الذي رفض فيه رئيس النظام التركي رجب اردوغان استقبال مستشار الامن القومي الأميركي جون بولتون، وينوي قريبا زيارة موسكو، وهنا لا نراهن على تغير استراتيجي، ونعي أن ذلك ليس الا من باب الحرد السياسي من واشنطن، الا أن هذا التغيير التكتيكي له انعكاساته على إعادة تموضع القوى على الأرض، وقد يرسم تحالفات جديدة ولو كانت آنية.
انزياحات جمة دفعت بالكردي الى تلمس الرأس، بعد إحساسه باليتم، والخذلان من تخلي الأميركي عنه، الأميركي الذي بات في حالة من التخبط جراء قرار انسحابه من سورية، لتنكشف حالة الضحالة في فهم الأمور لدى الرئيس دونالد ترامب في المنطقة وربما في أمور العالم برمته، فهو المعتقد أن السباحة في عمق البحار ذاتها السباحة على الشاطئ، ولتظهر حالة الجهالة بسورية وشعبها، فأقدم على الخوض في غمار تجربة لا يدري كيفية الخروج منها، لتكون الحقيقة النهائية بأن القصة « مكة ونحن أدرى بشعابها».
منذ بداية الازمة في سورية والحرب الإرهابية عليها، لم يثبت معتد على خط، فبدلوا كثيرا في طرقاتهم وبوصلاتهم، لتكون النتيجة مزيدا من الغوص في وحل المستنقع السوري، وحده الجيش العربي السوري، كان الطريق الصحيح، والبوصلة السليمة فكانت النتائج كبيرة بحجم الحق الذي يدافع عنه، ذات البوصلة تشير حاليا باتجاه ادلب للقضاء على ما تبقى من إرهاب وارهابيين هناك، بعد انهيار اتفاق» سوتشي ادلب»، وعجز الضامن التركي عن الالتزام بوعوده، لتنتهي الأمور بسيطرة «النصرة» الإرهابية على «الجغرافيا الإدلبية».. وليبقى القرار الفيصل لصاحب الفعل ابطال الجيش العربي السوري.
منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com

التاريخ: الأثنين 14-1-2019
رقم العدد : 16884

آخر الأخبار
بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر مذكرة تفاهم مع شركتين أميركيتين.. ملامح تحول في إنتاج الغاز