وطن … شرف … إخلاص هذه هي عقيدة جيشنا الباسل فمن اجل الوطن تقدم التضحيات ودفاعا عن الشرف ترخص الدماء وإخلاصا لسورية العروبة يؤدي جيشنا الباسل واجبه الوطني بكل أمانة وإخلاص، كما كان على الدوام متسلحا بشرفه العسكري ، يقف إلى جانب الشعب الأبي ويحميه من الإرهاب والإرهابيين على امتداد مساحة الوطن، ويشكل السياج الحصين للوطن ، لان الأمانة وضعت بأيد أمينة ولان الوطن يسكن في قلوب أبنائه الشرفاء المخلصين له فقد عجزت قوى الشر والبغي والعدوان عن إخضاع سورية المجد لمشيئتها ولان جيشنا الباسل تمسك بعقيدته واخلص لتربيته الوطنية فقد استطاعت سورية أن تكون الصخرة التي تتكسر عليها كل المؤامرات والتحديات.
عندما تقلب صفحات التاريخ وتستنهض ذاكرته يندرج اسم بلدة الكفر المناضلة فحكايات البطولة والفداء سطرها مجاهدوها ورجالها الأبطال الميامين الذين لهم صولات وجولات في ميادين معارك الشرف والكرامة ضد الاستعمار بكل أشكاله وأنواعه وألوانه وضد المتآمرين على الوطن وكرامته وسيادته، فالكفر شهدت أول معركة ضد الاحتلال الفرنسي اثناء قيام الثورة السورية الكبرى بقيادة المجاهد سلطان باشا الأطرش وتل القليب مازال شاهدا على بطولات أبنائها، فتاريخ الكفر المشرف خطه وسطره أبناؤها بمواقفهم الوطنية الصادقة وتضحياتهم الجسام فهم على عهد الوفاء وصدق الانتماء للوطن هكذا كانوا في الماضي وهكذا هم في الحاضر وهكذا هم في المستقبل.
فالوطن عندهم يعلو ولا يعلى عليه ، ولكل امرئ من اسمه نصيب وهكذا كان الشهيد البطل الرائد جاد عادل حديفة واحدا من فرسان جيشنا الباسل عشق الوطن وتصدى بكل بسالة واقتدار وشجاعة للمجموعات الإرهابية المسلحة ، فكان في ساحات الوغى جبلا من جبل العرب الأشم لا يعرف الذل والهزيمة ولا يخاف الموت فعندما سمع صوت الوطن يناديه فتألق في قلبه حب الوطن صادقا دافئا وجاد بأغلى ما يملك ، فشق طريقة نحو المجد الذي لا ينتهي فسكن في عالم الأبدية وخلود الكبرياء.
العميد المتقاعد عادل حديفة والد الشهيد جاد قال: ربيت جاد كما تربيت وعلمته كما تعلمت وعلمت أثناء وجودي في صفوف جيشنا العربي السوري الباسل, ربيته على الفضيلة والأخلاق والصدق والوفاء والمحبة وحب الوطن والشهيد كان يحمل نبل الشباب وشجاعة الرجال والحلم والصبر وسعة العقل وحب الوطن والأهل والأصدقاء، ولقد زففته شهيداً عريساً للوطن. وصحيح أن الابن غال لكن الوطن يبقى هو الأغلى ولكي يكون منيعاً موفور الكرامة يحتاج إلى تضحيات أبنائه وهو واحد من أبناء الوطن الذين ضحوا بأرواحهم من أجل عزة وكرامة وسيادة الوطن ، فالوطن لايحميه ولايبنيه إلا أبناؤه وأوجه التحية لجيشنا الباسل حامي الديار جيشنا العربي السوري هو عزتنا وكرامتنا وسياجنا جيش وطني تربينا فيه نفخر ونعتز به وعمه العميد الطيار المرحوم حمود حديفة الذي كان له صولات وجولات في حرب تشرين التحريرية ضد الاحتلال الصهيوني والرحمة لروح الشهيد ولجميع شهداء الوطن.
والدة الشهيد نهى حديفة قالت: لقد فقدت قطعة من كبدي ولكني سلمت أمري لله ،وان غاب جاد عنا جسدا لكن قيمه وأخلاقه الرفيعة وسجاياه الحميدة باقية فينا لتذكرنا أن وطنا فيه هكذا شباب وأبناء لا خوف عليه وبإذن الله سينتصر على كل الأعداء ولي الفخر والاعتزاز بأنني أم الشهيد البطل الذي كان يعتبر الوطن كالأم لا يفرط به ولا يساوم عليه وقد ربيته على الشهامة والصدق والأمانة وحب الوطن فكان مثالاً للأخلاق الحميدة والرجولة وباراً بوالديه محباً لأشقائه وكل من حوله أفتخر وأعتز باستشهاده. وأضافت رسالتي للذين باعوا ضمائرهم وخانوا وطنهم من المجموعات الإرهابية المسلحة إن دماء الشهداء وأرواحهم الطاهرة قد كسرت ارادتكم وأزهرت نصرا على اعداء الوطن ، رحم الله الشهيد وجعل مثواه الجنة ورفاقه الشهداء.
السيدة وعد الشعار زوجة الشهيد قالت :لقد كان الشهيد جاد زوجا مثاليا ومثالا يحتذى في الصدق والإخلاص والأمانة وحب الوطن، كريم النفس طيب الخلق ،وخلال السنوات التي عشتها معه لم أسمع منه كلمة نابية ولم يجرح مشاعري وكان محبا لجميع الناس لم يعرف الحقد إلى قلبه سبيلا، وأنا لم استغرب استشهاده لأنه كان يمتلك من الشجاعة والرجولة والبطولة وحب الوطن ما أهله لنيل هذا الشرف العظيم شرف الشهادة التي هي بالنسبة لنا عز وفخار وكبرياء ، مؤكدة أن دماء الشهيد جاد وجميع شهداء الوطن ستلاحق أيادي الغدر والإثم والعدوان أينما كانت لتقتص منهم فمن قتل فرح طفلته لبانه واليد التي اغتالت كل الآمال المعقودة عليه وقتلت فرح الأطفال وضحكاتهم وفلذات أكباد الأمهات واستقرار وطمأنينة الزوجات فمصيرهم جهنم وبئس المصير.
شقيق الشهيد ثائر حديفة أكد أن شقيقه الشهيد خدم وطنه بشرف و إخلاص فاستحق أن يسجل اسمه في سجل الخالدين, وكان مقداما شجاعا لا يهاب الموت اجتمعت في شخصيته كل الصفات والمزايا الحميدة وكان يضع الشهادة نصب عينيه ويقول لنا إن الوطن قدم لنا الكثير ويستحق أن نرد له الجميل ببذل الأرواح ليبقى مصانا وكريما ,طلب الشهادة وكان له ما أراد واستشهاده وسام شرف نعلقه على صدورنا.
شقيقات الشهيد رحاب ونور ورولا وهديل حديفة قلن: كان الشهيد جاد أخاً حنوناً وسنداً لنا وترك فراغاً كبيراً في حياتنا، فراغ ستملؤه أخلاقه الرفيعة وسيرته العطرة وكان وردة تفوح بعطرها ليملأ المكان بأكمله ولكن عمر الورود قصير رحمه الله وجعل مثواه الجنة، والشهيد البطل الرائد جاد عادل حديفة من مواليد السويداء قرية الكفر 1983 , متزوج وله ولد. نال شرف الشهادة بتاريخ 28 / 5 / 2016 , أثناء تأديته لواجبه الوطني في التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة في محافظة دير الزور . رقي الشهيد إلى رتبة رائد ومنح وسام الإخلاص من الدرجة الثانية تقديراً لتضحياته في سبيل عزة الوطن وأمنه واستقراره, وسُجل اسمه في سجل الخالدين.
رفيق الكفيري
السابق
التالي