لم تترك إدارة ترامب مجالاً للمحللين السياسيين والمتابعين للعلاقات الدولية لتوقع أحداث بعينها، فهذه الإدارة تتخذ قرارات وتتراجع عنها في الوقت نفسه، فضلاً عن ارتفاع وتيرة الخلاف فيما بين جهات الإدارة ذاتها.
فبعد قرار ترامب سحب قواته المعتدية من سورية ظهرت مواقف ضباطه المخالفة لقراره وإطلاق تصريحات في أنقرة وتل أبيب تخالف القرار الرئاسي أو تضع معوقات وترتيبات تخدم المشروع الصهيوني والأردوغاني في آن واحد.
المؤكد أن الإدارات الأميركية المتعاقبة لم تفلح في التعامل مع الحدث السوري وكانت قراراتها تتخبط في دعم المجموعات المسلحة أو مرتزقة قسد وغيرهما من التنظيمات التي لم تحقق أي أهداف وضعتها الرئاسة أو البنتاغون أو مجلس الأمن القومي، إذ كان المسلحون ينقلبون على الاستخبارات الأميركية أو يتخلى الأميركيون أنفسهم عن عملائهم الأمر الذي ما زال مستمراً حتى الوقت الراهن، وبانتظار التطورات الميدانية المعروفة ستتحرك قاطرة السياسة والدبلوماسية وفق الرؤية الوطنية حيث سيكون الشعب السوري وحده صاحب القرار في تقرير خياراته ومشروعه الإصلاحي السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وهو وحده من يتخذ تلك القرارات تبعاً لمصالحه.
مصطفى المقداد
التاريخ: الثلاثاء 22-1-2019
الرقم: 16891