«بريكست» يضعضع حكومة ماي… 40 وزيراً مستعدون للاستقالة.. والأوروبيون يتهيؤون لخيار الانسحاب من دون اتفاق

وسط حالة من التشتت والفوضى التي تخيم على الأجواء السياسية في المملكة المتحدة على خلفية أزمة «بريكست», يتزايد القلق في الداخل البريطاني من عواقب هذا الخروج السياسية والاقتصادية على مستقبل البلاد إذا لم يتم التوصل لاتفاق, حيث لا يزال من غير الواضح كيف سيحدث الانسحاب ولا بأي شروط ولا حتى إن كانت بريطانيا ستخرج منه في الموعد المحدد, في وقت تسعى فيه رئيسة الوزراء تيريزا ماي جاهدة لإنقاذ «اتفاقها» بعد تقديمها لخطتها البديلة أمام البرلمان عقب رفض النواب للاتفاق الذي توصلت إليه مع الاتحاد الأوروبي, ليزداد عمق الأزمة السياسية التى تعيشها لندن قبل أسابيع من موعد الانسحاب، وسط مطالبات ودعوات متتالية لرئيسة الحكومة بتعديل الاتفاق، وأنباء عن استعداد العشرات من الوزراء لتقديم استقالاتهم بسبب «بريكست».
وزيرة العدل الألمانية كاترينا بارلي قالت إن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أضاعت فرصة لحشد التأييد لاتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي, مقترحة إجراء استفتاء آخر على خروج بريطانيا.
وقالت بارلي في تصريح لإذاعة دويتشلاند فونك أمس: أشعر بخيبة أمل, هذا ليس الطريق إلى الأمام, ماي أضاعت فرصة لحشد التأييد لاتفاق الخروج الذي تفاوضت عليه مع الاتحاد الأوروبي.
وأضافت بارلي التي تحمل الجنسيتين الألمانية والبريطانية أن مسودة الاتفاق لن تتغير ولكن يمكن إيجاد سبل للتحايل على الوقت إذا أجري استفتاء آخر.
فيما أكد رئيس الحكومة السلوفاكية بيتر بيللغريني أن حكومة بلاده مستعدة لخيار انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق مع الاتحاد.
وقال بيللغريني عقب حضوره اجتماع مجموعة التنسيق بين وزارات الدولة بشأن الانسحاب البريطاني أول أمس إن الحكومة ستقدم جميع التعديلات القانونية الضرورية الخاصة بانسحاب بريطانيا إلى البرلمان السلوفاكي في منتصف شهر شباط القادم, لافتاً إلى أن الحكومة ستطلب من البرلمان إقرار هذه التعديلات ضمن النظام السريع لعمل المجلس.
وأوضح بيللغريني أن بريطانيا تحتل الآن المرتبة السادسة في قائمة الدول التي تتجه إليها الصادرات السلوفاكية والتي تصل قيمتها إلى نحو /8 ر4/ مليارات يورو سنوياً, في حين يتم استيراد منتجات منها بقيمة تتراوح بين/2ر1 و 3ر1/ مليار يورو.
من جهة ثانية نشرت صحيفة التايمز مقالاً لسام كوتيس بعنوان «عشرات الوزراء على استعداد للاستقالة بسبب البريكست». وأضاف أن نحو 40 وزيراً في الحكومة البريطانية سيستقيلون الأسبوع المقبل في حال منع نواب حزب المحافظين من التصويت على خطة لمنع بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون التوصل إلى اتفاق.
ونقل كاتب المقال عن آمبر رود وزيرة العمل قولها: إن جميع نواب الحزب مسموح لهم التصويت على خطة تسمح بتمديد المادة 50 التي تلزم أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي ترغب في الخروج منه أن تحيط المجلس الأوروبي علماً بذلك وأن تتفاوض معه على ألا تتجاوز مدة المفاوضات سنتين إلا في حالة موافقة جميع الدول الأعضاء على تمديد هذه الفترة.
إلى ذلك علقت صحيفة ألمانية أمس على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بالقول إنه رغم الجدل الذي يحيط بالأمر، فإن العلاقات بين الجانبين ستستمر بعض النظر عما يحدث، وأن الانسحاب المنظم لا يزال هو الخيار الأفضل للجميع.
وكتبت صحيفة « فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج « المحافظة أنه: في خضم الإثارة التي شهدتها الأيام الماضية، يتم كثيراً نسيان أن اتفاق الانسحاب الذي تم تقديمه (بريكست) لا يصف الطبيعة النهائية للعلاقات بين بريطانيا وغيرها من الأوروبيين.
وذكرت أنه حتى خطة شبكة الأمان الخاصة بأيرلندا, فإنها ستتحقق فقط إذا ما فشل الطرفان في التوصل إلى حل مختلف لعلاقاتهما التجارية وغيرها, وهناك الكثير من النماذج التي يمكن تصورها. وأضافت أنه بالنظر للوضع السياسي البائس تماماً في بريطانيا، فإنه يظل الأفضل الاتفاق الآن على انسحاب منظم ومن ثم المضي قدماً.
وشددت على أن أي خروجٍ بريطاني غير منظم لن يكون في مصلحة أحد، لا بريطانيا ولا بقية أوروبا.

وكالات – الثورة

التاريخ: الأربعاء 23-1-2019
رقم العدد : 16892