وسط حضور شعبي.. إعادة افتتاح محاكم تلبيسة والرستن في ريف حمص…أهالي دير الزور يتحدون إرهاب «التحالف الأميركي» بروح وطنية متجذرة
الحراك الشعبي في دير الزور، والمواكب لانتصارات الجيش العربي السوري في الميدان، أعاد للمحافظة ألقها، مع عودة مئات المهجرين إلى قراهم وبلداتهم التي حررها الجيش من الإرهاب، من ضمنهم العشرات من العسكريين الفارين أو المتخلفين عن الخدمة الإلزامية من أبناء المحافظة، والذين جاؤوا بناء على رغبتهم بالعودة إلى كنف الدولة السورية لأنها الضامن الوحيد للأمن والاستقرار ، حيث تمت تسوية أوضاعهم مستفيدين من مرسوم العفو تمهيداً للالتحاق بالقطعات والتشكيلات العسكرية ، وسط تأكيد الفعاليات الشعبية والأهلية في المحافطة على اللحمة الوطنية التي كان لها الأثر الكبير في صمود السوريين بوجه التنظيمات الإرهابية وظلامية فكرها وإجرامها.
أهالي المحافظة لا ينفكون يدعون بروح وطنية عالية لوجوب تضافر الجهود للعمل على إعادة بناء وإعمار ما دمره الإرهاب، انطلاقا من بناء الإنسان، تمهيداً لعودة الحياة الطبيعية إلى البلد وضمان مستقبل مشرق لأبنائه، مع تأكيدهم الراسخ بأن بطولات بواسل الجيش ودماء الشهداء الطاهرة كتبت فصول ملحمة تحرير المحافظة من رجس الإرهاب، مع دعوات مستمرة لجميع الشباب إلى الالتحاق بصفوف الجيش وكسب شرف القتال تحت راية الوطن حتى إعادة الأمن والاستقرار إلى ربوعه.
اعتداءات «التحالف الأميركي» المتواصلة، وإجرامه بحق المدنيين والبنى التحتية والتي كان اخرها استهداف المدنيين العائدين إلى قراهم بريف دير الزور أمس لم تمنع أهالي المحافظة للتصدي لتلك الاعتداءات بروح وطنية زادتهم صموداً وحافزاً قوياً لردع الإرهاب الأميركي..
فطيران «التحالف الأميركي» استهدف أمس سيارات تقل مدنيين فارين من بلدة الباغوز بريف دير الزور الخاضع لسيطرة تنظيم داعش الإرهابي، ما أدى بحسب مصادر محلية إلى استشهاد العديد منهم، بينهم نساء وأطفال.
تدمير «التحالف الأميركي» للبنى التحتية في المحافظة شكل حسرة للأهالي، ولا سيما أن أميركا وحلفاءها لم يحاربوا داعش يوما كما يدّعون، وإنما هدفهم كان ولا يزال تدمير المنجزات السورية، ومن هنا جاء تدمير المنشآت والجسور في مدينة دير الزور لكونها شريان الحياة لأهالي المنطقة، وهذا ما حدث أيضا لمدينة الرقة التي دمرها «التحالف الأميركي» عن بكرة أبيها، بالإضافة إلى نهب ثروات السوريين النفطية عبر ذراعهم الإرهابي داعش، كما جاءت سرقة نظام أردوغان لمصانع السوريين لتصب في الخانة نفسها، وخاصة إنه الشريك الرئيس لإرهابيي داعش في سرقة النفط السوري.
يشار إلى أن طائرات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن وشكلته خارج مجلس الأمن بذريعة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي منذ آب عام 2014 قد دمرت معظم الجسور على ضفتي الفرات والخابور والبنى التحتية والمنشآت والعبارات التي تربط المناطق، ومنها جسور الميادين والعشارة والصالحية في البوكمال والبصيرة والطريف والنوام والسياسية والصور وجسر بلدة مركدة جنوب الحسكة ناهيك عن دعم التنظيم التكفيري وتأمين ملاذ آمن لمجموعاته في مناطق تنتشر فيها قوات أميركية بشكل غير شرعي على الأراضي السورية.
إلى ذلك واستكمالا لإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة في المناطق المحررة من الإرهاب بريف حمص الشمالي افتتح في مدينة تلبيسة امس محكمة الصلح ومجمع محاكم الرستن في مدينة الرستن وسط حضور شعبي ورسمي.
وأشار المحامي العام خالد عز الدين خلال افتتاح المحاكم بحضور فعاليات قضائية في المحافظة إلى أن «إعادة افتتاح المحاكم في تلبيسة والرستن تأتي في إطار خطة الدولة لإعادة تفعيل أجهزة الدولة ومؤسساتها في المناطق التي تم تحريرها من الإرهاب حيث عملت وزارة العدل على الإسراع بترميم هذه المحاكم وتفعيلها لتقديم خدماتها لنحو مئتي ألف نسمة في خمس وعشرين بلدة».
بدوره لفت رئيس محكمة الصلح في تلبيسة القاضي كنان عروق إلى التسهيلات التي ستقدمها المحكمة للأهالي بعد إعادة تأهيل مقرها الذي دمر بفعل الإرهاب، مشيرا إلى أن عمل المحكمة كـ «قضايا» لم يتوقف خلال الأزمة.
من جهته أكد المحامي بشار المنصور أمين سر نقابة محامي حمص أن إعادة افتتاح المحكمة في تلبيسة ومجمع محاكم الرستن تأتي في إطار حرص الدولة على نقل المحاكم إلى مراكزها بعد إعادة الأمن والأمان إلى هذه المنطقة، موضحا أن هذا الأمر من شأنه تخفيف الأعباء عن المواطنين وتسهيل إنجاز معاملاتهم.
بدوره المهندس حسن طيباني رئيس بلدية الرستن رأى أن فتح المحاكم في الرستن يعزز ثقة المواطنين بمؤسسات الدولة الراعية لحقوقهم وفي مقدمتها القضاء.
عدد من الأهالي والموظفين في المحاكم التي تم افتتاحها عبروا عن تفاؤلهم بتفعيل هذه المحاكم التي كانت ولاتزال مرجعيتهم في كل القضايا.
دمشق – الثورة
التاريخ: الأربعاء 23-1-2019
رقم العدد : 16892