أسبوع كامل على خروج منتخبنا الكروي الأول بخفي حنين من النهائيات الآسيوية المقامة حالياً في الإمارات، وحتى كتابة هذه السطور لايزال الشارع الرياضي في حالة غليان منتظراً أن تتم محاسبة جميع المخطئين والمقصرين الذين تسببوا بشكل مباشر بالفشل الذريع الذي سجله المنتخب، دون أن يكون هناك ردة فعل صارمة تظهر حرص المسؤولين عن رياضتنا على تقصي الحقائق فيما وقع ضمن معسكر المنتخب قبل وأثناء النهائيات الآسيوية، وكأن الأمر دخل في خانة التمييع والتسويف نظراً لانعدام النية بمحاسبة كل من ذهب بنا نحو الخيبة.
في الحقيقة يجب أن تأخذ المحاسبة دورها في عدة مستويات، بحيث تحاسب القيادة الرياضية القائمين على منظمة الاتحاد الرياضي العام باعتبار معظمهم شريكاً في الخراب الذي حل بكرتنا، وبحيث يحاسب الاتحاد الرياضي العام اتحاد الكرة لأن هذا الأخير هو المسؤول الأكبر عن كل ما وقع، علماً أن اتحاد الكرة نفسه مطالب بمحاسبة عدد من أعضاء الكادر الفني والإداري للمنتخب الذين تسببوا بتصرفاتهم بتفريق شمل المنتخب، من خلال تجاوزات وممارسات فردية أدت لتراكمات فنية وإدارية وانضباطية قادت المنتخب لتسجيل أسوأ مشاركاته في النهائيات الآسيوية، مع العجز عن تحقيق أي فوز خلال مباريات المنتخب في المونديال الآسيوي.
قد يرى كثيرون أن المقصّر لا يحاسب مقصرا، وعلى ذلك ونتيجة وجود تقصير بنسب متفاوتة من جميع الأطراف (اتحاد الكرة والاتحاد الرياضي وكادر المنتخب)، فمن المفترض أن تتولى القيادة الرياضية محاسبة كل جهة مع اتخاذ الإجراء المناسب بحقها، وهذا كلام منطقي لا يختلف عليه اثنان ولكن مع ذلك نحن نحاول أن نضع كل طرف أمام مسؤولياته، بحيث نقول له عليك محاسبة الكيانات أو الأشخاص الواقعين ضمن مسؤولياتك.
طبعاً ما نقوله لا يعني أن الاتحاد الرياضي مطالب بتقديم اتحاد الكرة ككبش فداء لأخطائه، ولا يعني أن يختبئ اتحاد الكرة خلف أخطاء الكادر الفني بقيادة المقال شتانغه، ولكنه يعني وبكل أسف أن سلسلة المحاسبة والمساءلة لا يجب أن تقتصر على طرف واحد، لأن جميع الأطراف عبر تسلسلها الهرمي ارتكبت عديد الأخطاء وأمعنت في ممارساتها، التي ذهبت بجمهور المنتخب نحو غصة وخنقة ذات أثر مديد وعميق.
وعلى كل حال ولأننا ندرك أن أحداً في منظمة الاتحاد الرياضي أو اتحاد الكرة لن يتحرك لتحمل مسؤولياته فعلاً، فنحن نتوجه للقيادة الرياضية بضرورة اتخاذ قرارات تتماهى مع نبض الشارع الرياضي وتطلعاته، وكلنا أمل في أن تجد مطالب أبناء هذا الشارع آذاناً صاغية.
ما بين السطور
يامن الجاجة
التاريخ: الخميس 24-1-2019
رقم العدد : 16893
التالي