تجاوزات تربــوية

في الوقت التي تسعى فيه الدولة بكل وسائلها وإمكانياتها لتوفير الظروف المناسبة لإتمام العملية التربوية وتأمين المناخ المناسب للتحصيل الدراسي ورفع مستوى التعليم وتسعى أيضا» لتكريم و مكافئة الطلاب المتفوقين وقد أنشئت مدارس خاصة بهم ترعاهم وتعمل على تنمية قدراتهم وتوظيف ذكائكم وتحث بقية الطلبة المتأخرين دراسيا» ليحذوا حذوهم وتشجع الطلبة المتعثرين دراسيا»وتأخذ بأيديهم نحو النجاح والتفوق .
مناسبة الحديث هو وجود بعض الأخطاء في مدارسنا, وعلى سبيل المثال للحصر نجد أن مديرة إحدى المدارس للحلقة الثانية في العاصمة دمشق تقوم بتخصيص شعبة كاملة للصف التاسع للمتفوقات ( ونحن نحتفظ باسم المدرسة واسم مديرتها للجهات المعنية) وهذا تصرف وإن كنا لا نذمه ولكننا لا نعرف إن كان هذا الإجراء تجيزه وزارة التربية أو أنها على علم به .أما أن تقوم المديرة نفسها بتخصيص شعبة للكسالى و للراسبات في الصف التاسع , رغم حساسية التلاميذ والأهالي لهذا الإجراء وانعكاسه السلبي على تقديراتهم وتحصيلهم الدراسي وتخصص لهذه الشعبة مدرسات أقل كفاءة من بقية الشعب وأقل اهتمام وإحساس بالمسؤولية , وعلى مدى ثلاث سنوات والتمييز قائم بين الطالبات وعين وزارة التربية تغفو في العسل.
وباتت شعبة الكسالى والراسبين معروفة بين جميع طالبات المدرسة فالطالبة التي تنتمي لهذه الشعبة فإنها تحمل تلقائيا وصمة الكسل والفشل ,وينظر لها بعين الاستهزاء والاستخفاف بغض النظر عن الأسباب التي جعلت الطالبة متعثرة ومتأخرة دراسيا» .فالأسباب لا تعني أحد وأولهم على ما يبدو مديرة المدرسة .
وبالمقاربة بين تعليمات وزارة التربية وسلوك هذه المديرة نجد عدة أمور لابد من توضيحها :
– أولا» قامت وزارة التربية وتحت شعار تحقيق التكافل الاجتماعي بين جميع أبناء الطلبة السوريين فلا تمييز ولا تفرقة بين أبناء البلد الواحد ، وأنه ومنذ سنوات ووزارة التربية تعمل كل وسعها على دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع الطلبة الأسوياء.فهل يعتبر وجود شعبة للفاشلين والراسبين في مدرسة واحدة بين أبنائنا الطلبة نوعا» من الدمج المجتمعي التي رفعت شعاره وزارة التربية .
– ثانيا وعلى الجانب الآخر و على ضوء رؤيا وزارة التربية برعاية المتفوقين والعناية بهم والذي تطلب بناء مدارس خاصة بالمتفوقين وتأمينها بكل ما تحتاجه من كادر تعليمي متميز ووسائل تعليمية وبرامج دراسية تتناسب وخطة الوزارة في تشجيع الطلبة لمواصلة تفوقهم واجتهادهم ، أليس أولى بوزارة التربية رعاية الفاشلين وتخصيصهم برعاية وعناية خاصة ليتجاوزوا تقصيرهم دون المس بمشاعرهم وامتهان كرامتهم. وهل أعطت المديرة الرعاية الكافية لهذه الشعبة لتتجاوز طالباتها التقصير الدراسي أم أنها خطوة نحو الإهمال والنسيان
– ثالثا» من المعروف أن إحدى طرق التعلم هي التعلم من الأقران أي وجود طلاب بمستويات دراسية مختلفة تصنع توليفة تعليمية في الصف الواحد تخلق روح التنافس بين الطلاب, ولو طلبنا من المديرة نفسها أن تعطي تقييما لتجربتها مع هذا الفصل الجائر بين الطالبات هل حصلت على نتائج تربوية تعليمية مُرضية لكلا الطرفين وهل تعترف أن النتيجة جاءت عكسية بل نتائجها سيئة ولاسيما أن الكثير من الطالبات لم تتقدم دراستهن خطوة واحدة بل كثيرات منهن رسبن وللسنة الثالثة على التوالي..وبغض النظر عن شعور المدرّس وحماسه ومستوى إعطائه عندما يدرّس في شعبة متفوقة ولصف كل طالباته راسبات وفاشلات دراسيا».
وبالتوجه نحو الطالبات والأهالي نجد أن الكثير منهم يرفضون هذه الفكرة وهذا التقسيم وهو تقسيم ظالم كما قالت إحدى الطالبات والتي رفضت إعطاء اسمها خوفا» من تصرف انتقامي من المديرة وهذا الخوف كان الشعور المسيطر على الطالبات والمدرسين على حد سواء لأن المديرة كما قالوا أنها (متسلّطة) وتتباهى أمام الجميع بأن قراراتها غير قابلة للرجوع عنها, وأنها صاحبة موقع الكتروني وغيرها من المزايا الاجتماعية والمهنية الأخرى ولذلك لا أحد يجرؤ على التقدم بشكوى لأنهم يخافون ردّة فعل انتقامية.
وللمعرفة أكثر توجهنا بالسؤال إلى مديرية التربية بمدينة دمشق التي أبدت استهجانها لهذا التصرف الفردي من المديرة وقد تمحورت جميع أراء المعنيين بالأمر في المديرية حول رفض هذا الأمر رفَضا» تاما» وأنه لا يوجد له أي مرجعية قانونية أو إدارية أو غطاء تربوي أو تعليمي .
وإذا كانت العملية التربوية تكاملية بين عدة أطراف وللإعلام دور بارز فيها فإن هذه المشكلة أصبحت الآن على طاولة مديرية التربية بدمشق والمعنيين بالأمر فهل من حلول إسعافية تنعش عقول ونفوس هؤلاء الطلاب والأهل الذين أصابهم الإحباط والخمول والاستسلام .
ثناء أبو دقن

التاريخ: الثلاثاء 29-1-2019

رقم العدد : 16896

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم