التفـــاؤل ..طــــوق الحــــياة الآمــــن ..

حين تضيق مساحات التفاؤل وتتقلص عناوين الفرح والسرور ،بادر إلى البحث عن أبواب جديدة وخلق مفاتيح مختلفة من الأمل،لاشك أن المهمة صعبة وليس من السهل الخروج منها في لحظاتها الأولى لكن بالمقابل لاشيء مستحيل أمام الإرادة .وحدها الارادة والعزيمة تبدد أوهام القنوط والاستسلام ،وتحرض النفس للخروج مما ألمّ بها من تعب ووهن وحزن.
صحيح أن بعضا أو كثيرا من المصائب والمصاعب و المآسي التي عاشها معظمنا تخر لها الجبال،وأن ظروف الحرب القاسية أقوى من أن يتحملها المرء صغيراً كان أم كبيراً.لكن الصحيح ايضا ان الكثير من المحن تختبر معادن الشعوب،وتظهر حقيقة الأشياء بألوانها وأحجامها ،بصدقها وكذبها،ايجابيتها وسلبيتها ،ملؤها وفراغها،خيرها وشرها،مسؤوليتها ولامبالاتها.توصيفات عديدة تلامس كل ما يخطر بالبال .
حتى التفاؤل في قاموس أيامنا هذه أصبح صناعة معنوية علينا استحضاره كلما ضاقت الروح وغصّت النفوس بأثقال حملها.. وهنا قد ينتقدنا البعض ونحن نطوف في تبرير غيوم الفقد والحسرة والبكاء على أطلال الأيام الغابرة بخلق لون للتفاؤل ..
فالحنين يلوذ دائما لأيام الأمان والسلام والوفرة بكل أنواع الخيرات .يوم كان قرض الخمسين ألفا و المائة ألف على سبيل المثال تنهض بنصف بناء البيت أو تكسي معظمه من الأثاث والمفروشات ،وغالبا ما كان عونا لشراء سيارة لم نكن نعلم انها لم تعد في قاموس الحاجيات من الكماليات بل أكثر من رغبة وضرورة للأسرة والعائلة.
ما تقدم لا يصب في خانة رفع المعنويات بقدر ما يكشف عن حقيقة شعب عربي سوري تفوق على ذاته في الصبر والصمود والتأقلم المر مع كل المتغيرات،حيث علم الآخر كيف تجترح الحلول ويزهر الأمل من قلب الألم والمواجع ،دون كسر أو تهشيم للخواطر بل جبر خواطر جميع النفوس التي أبت أن تكون إلا في مصافي الكبرياء والأصالة .
نحتاج لجو التفاؤل ولو بالأجزاء مهما غشي الضباب،وانتشرت مساحة السواد وضرب الفقر والحصار والفساد طوقه المتقلب.
فالشعب الذي كان على قدر عال من المسؤولية و سطر في خارطة الزمن وقائع وأحداث صنعها بعرق ودماء أبنائه لن يكون إلا بصمه مدوية بحجم وطن .
غصون سليمان
التاريخ: الأربعاء 30-1-2019
رقم العدد : 16897

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم