إن استخدام الأساليب الدراسية التي تعمل على تحسين مستوى التحصيل العلمي للطلبة ،تتطلب مهارات اجتماعية وعلمية وثقافية ،وتفاعل بين الطالب والمعلم مقترنة بتنمية لذات الطالب وبناء ثقته بنفسه ،ناهيك عن برنامج تربوي ممنهج يعمل على إثراء الطالب وتعزيز قدراته سمي بالنشاط المدرسي،كل ذلك كان محورا للقاء الذي جمع إدارة مدرسة كوكب «بقدسيا» في ريف دمشق مع أولياء أمور الطلبة .
و بين مؤيد ومعترض على ذلك البرنامج «النشاط المدرسي » أكدت السيدة ميادة عمايري مديرة المدرسة أن مشاريع النشاط التي اعتمدتها وزارة التربية وحددت علامتها ب 100علامة هي عبارة عن وسيلة وحافز لإثراء المنهج الدراسي بهدف إكساب الطلبة الخبرات التي تؤدي لتنمية معارفهم واتجاهاتهم وتنمي ذاتهم بشكل مباشر، و ستعمل إدارة المدرسة على عرض كل تلك الأنشطة في معرض خاص بالمدرسة إيمانا منا كأسرة تربوية بأن هذا الأمر سيعمل على بناء ثقة الطلاب بأنفسهم وتحفيزا للآخرين والنتيجة التي نرجوها هي ارتفاع مستوى تحصيلهم الدراسي ،وبالتالي تحسين مستواهم ونوعية حياتهم،
المتابعة المستمرة
وأوضحت عمايري أن الأزمة التي عصفت في بلدنا قد جعلت من الكثيرين يغفلون جانبا من التربية الأمر الذي سبب خللا في العملية التربوية ،واليوم ونحن في حالة التعافي من آثار الأزمة علينا العمل على تحسين هذه التربية لرفع المستوى الدراسي والعلمي للطلاب ،وبذلك نحقق هدفا من أهداف المدرسة في التنمية الشاملة والمتكاملة للطلاب ،منوهة بأن الخطوة المثلى لمعالجة عدم حفظ الطلاب لبعض الدروس هو أن يقوم الأهل بمتابعة دروس أبنائهم وجعل الطالب يقوم بشرح الدرس الذي أعطاه المدرس في الصف،
بدورها الداعمة النفسية زهرة برقاوي أشارت إلى أن العديد من الظواهر النفسية التي نشاهدها اليوم كالخوف وعدم تقدير الذات وبعض المظاهر العدوانية والشغب بين الطلاب والشغب خارج جدران المدرسة ، ناتجة عن عدة أمور أهمها عدم تقدير مفهوم الذات عند الطالب إضافة لعدم ثقة الطالب بنفسه، لذلك كان لابد من التعريف بمدونه للسلوك التي تحدد كيفية التعامل مع كل حالة عدم توافق ،والعقوبات المرافقة لها ناهيك عن مجموعة من الأساليب التربوية والنفسية التي تعمل على تنمية ذات الطالب وتنمية ثقته بنفسه وإشعاره بقيمته ومكانته ضمن الأسرة والمدرسة وحتى بالمجتمع ،وبالتالي العمل على تنمية قدرات الطالب لتحمل الضغوط التي يمكنه من مواجهتها حسب إمكانياته ،كما وأن يدرك بأن الانتقاد الموجه له ليس لذاته بل لسلوكه غير المتوافق مع السلوك الصحيح .
الآنسة ابتسام أبو شريفة رأت بأنه على الأهل الاهتمام بميول الطالب لتعزيز الجيد منها والعمل على تحسين الأشياء التي يجد فيها صعوبات وتذليلها ،وبينت أهمية الإذاعة المدرسية التي جعلت من الطلاب طلابا أكثر فعالية حيث لاقت إقبالا كبيرا منهم وأبرزت ميولا لم تكن معروفة مسبقا .
اختلاف القدرات
أما الأستاذ محمد حفيظ مدرس اللغة العربية فأكد أن التحصيل الدراسي يتأثر بعدة عوامل ذاتية وخارجية أهمها :عدم قدرة الطالب على فهم مادة أو أكثر وهذا مرده إلى عدة أمور منها صعوبة المنهاج وتفاوت في القدرات الجسمية والعقلية وعدم وصول المعلومة إلى الطالب لسبب ما قد يكون المعلم أحد أسبابها،لذلك ولكي تصل المعلومة للطالب يتبع أغلب المعلمين أساليب وأنماطا دراسية مختلفة لسد الفجوة بين الطلاب، وفي حالة كان الطالب متفوقا في مادة ومتأخرا في أخرى يلجأ لتعزيز المادة الجيدة وإيجاد حل للأخرى لمعالجة الخلل وغالبا بأسلوب محبب للطفل ،وقد أعطى مثالا على ذلك أن طالبا كان يعاني من صعوبة في الكتابة مما أثر على مستوى تحصيله ،فكان الحل بتقسيم السطر إلى مربعات شكلت حلا لمشكلته مما انعكس ذلك على سوية الطالب وتحسن في تحصيله الدراسي.
كما ناشد الأهالي ببناء الثقة بين الطالب والمعلم وعدم انتقاده أمام التلاميذ لأن ذلك سينعكس على مستواه الدراسي وعدم ثقته بما يقدمه المعلم ، وطالب الأهالي أيضا بعدم استباق المدرس بالدروس لأن المعلم قد وضع خطة درسية ضمن زمن محدد تتناسب والمنهاج المقرر لأن استباق المعلم سيؤدي لتشتت الطالب وبالتالي انعكاس سلبي على تحصيله الدراسي .
وحول المداخلات التي عرضها الأهالي والتي تتمثل بالخوف الذي يجعل من الطالب يكتب بشكل صحيح في البيت والكتابة الخاطئة في المدرسة وكذلك صعوبة المنهاج المدرسي الأمر الذي يدفعهم لمدرس خصوصي وإقرار النشاط المدرسي الذي يرهق الطالب فقد تم الرد على أن القرارات التربوية التي صدرت بغية تحقيق أهداف تربوية سواء ارتبطت هذه الأهداف بتعليم المواد الدراسية أم باكتساب خبرة جديدة أو مهارة معينه داخل الصف أو خارجه وذلك لنمو الدارس وتنمية هواياته وقدراته في الاتجاهات التربوية والاجتماعية وتنمية وتقدير ذات الطفل والنتيجة المبتغاة هي لتحسين التحصيل الدراسي وبالتالي ارتفاع المستوى العلمي والمجتمعي .
يحيى الشهابي
التاريخ: الخميس 31-1-2019
الرقم: 16898