يقول باتريك وينتور ان مارتن غريفيث المبعوث الخاص للامم المتحدة الى اليمن لايزال عازما على التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في اليمن رغم صعوبة تحقيق هذا الامر وهو يحاول الضغط على المملكة العربية السعودية التي لا تزال عازمة على عدم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في اليمن بحجة محاربة الحوثيين. وفي صورة سربت للاعلام يظهر المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث وهو يصافح مسؤولا محليا عينه الحوثي في الحديدة. وقال مارتن غريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص للبلاد إن وقف إطلاق النار الهش في اليمن مستمر وان السعودية لا تزال مصرة على عدم التوصل إلى نهاية متفاوض عليها للحرب التي استمرت أربع سنوات. ومع ذلك يبدو أن إقرار وقف إطلاق النار سيئ من الخارج ، لكنه قال مع ذلك إن المقياس الرئيسي للأمم المتحدة هو غياب العمليات العسكرية الهجومية من أجل السيطرة على الأراضي ونهاية الضربات الجوية السعودية في المنطقة.
وكان غريفيث في العاصمة اليمنية صنعاء وميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر هذا الأسبوع لمناقشة المنع من التوصل إلى اتفاقات تم التوصل إليها في المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة في استوكهولم.
وعانت اليمن من حرب شنتها المملكة العربية السعودية وبالاضافة الى دعمها للحكومة المعروفة باسم «عبد ربه منصور هادي» منذ عام 2015. وقال جريفيث إن الخطوات التالية الحيوية هي الحصول على الحبوب في مصانع الحديدة ، واجتماع الأمم المتحدة بين الفصائل المتحاربة لبدء عملية إعادة نشر قوات انصار الله.
وفي حديثه لبي بي سي قال المبعوث الاممي إن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بحاجة إلى الوصول إلى المطاحن التي ما زالت تكفي فيها الحبوب لتغذية ما يقرب من 4 ملايين يمني لمدة شهر . وقالت جماعة انصار الله يوم الأربعاء ان القوات الحكومية أطلقت النار عليهم أثناء محاولتهم إزالة الألغام من الطريق إلى المطاحن. كما قال جريفيث إنه كان لديه خطط للجنة تنسيق إعادة الانتشار بقيادة الأمم المتحدة (RCC) ، التي تجمع القيادات العسكرية المتنافسة، لإعادة بدء اجتماعاتها في غضون الأيام القليلة المقبلة.
وقد رفض انصار الله مؤخراً حضور اجتماع مجلس الإدارة ، حيث كان من المقرر عقده في الأراضي التي تسيطر عليها قوات هادي. وقد رفض جريفيث الكشف عن مكان أو جدول الأعمال المقترح للاجتماع النقدي التالي ، لكنه قال: «إن إعادة الانتشار خارج الميناء وخارج المدينة التي تمثل الهدف الأساسي لاتفاقية استوكهولم ، هو نزع سلاح الميناء ومنطقة المدينة بأكملها. وقال : إذا لم نفعل ذلك ، فسوف يتلاشى وقف إطلاق النار حتمًا ويختفي «. فقوات انصار الله مترددة في الانسحاب من المدينة والميناء لأنها لا تثق بالسعودية التي تريد استمرار الحرب، وإن طبيعة قوة الأمن هذه متنازع عليها ولم يتم التفاوض عليها في استوكهولوم.
ويقول كاتب المقال باتريك وينتور إن «ثلاثة أرباع مجموع المدنيين في اليمن، ونحن نتحدث عن نحو 24 مليون نسمة، بحاجة الى نوع من المساعدة الإنسانية أو الحماية للبقاء على قيد الحياة. ولا يوجد أي بلد في العالم بمثل هذه النسبة العالية من الحاجة إلى المساعدة الإنسانية». وان معظم هذه المساعدات، نسبة 70 في المئة منها، تأتي عبر ميناء الحديدة، وهذا ما يدفعنا لوصف الحديدة بأنها شريان الحياة لشمال اليمن», وان المنظمات الدولية والانسانية تحذر من وقوع كارثة إنسانية في اليمن.
وقد ناشدت الأمم المتحدة المجتمع الدولي تقديم ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار أمريكي من أجل تلبية الاحتياجات الإنسانية لعام 2018. وستطالب بأربعة مليارات لهذا العام 2019 من اجل مساعدة اليمنيين البقاء على قيد الحياة. وأحدثت الحرب دمارا كبيرا في اليمن منذ مطلع 2015 حيث شكلت السعودية تحالفا عسكريا لدعم حكومة هادي أمام انصار الله الذين تدعي بانهم مدعومين من إيران بينما تؤكد جماعة انصار الله أن أجندتهم وطنية متهمين السعودية بالسعي لتدمير اليمن. وقتل في الحرب اليمنية 6660 مدنيا وأصيب 10560 آخرون في المعارك، حسب إحصائيات الأمم المتحدة. ولقي آلاف المدنيين الآخرين حتفهم في ظروف فرضتها الحرب، من بينها سوء التغذية والأوبئة، وندرة الأدوية والمعدات الطبية. وحذرت الأمم المتحدة في أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2018 من تسجيل 10 آلاف إصابة جديدة بالكوليرا كل أسبوع في اليمن.
The Guardian
ترجمة غادة سلامة
التاريخ: الجمعة 1-2-2019
الرقم: 16899