لا يدري المتابع لما تقوم به الإدارة الأميركية كيف يمكنه تفسير ما يجري، أهو حقا عمل سياسي، بل هو من صنع العقلاء؟ بل كيف يجري، ولماذا، وإلى أين سيقود العالم؟، توترات تزرعها في كل أرجاء العالم وثم تعمل على تطويرها لتكون فيما بعد صدعا لايمكن رأبه وإعادة الحال على ما كان، تفعل ذلك تمهيداً للتدخل بكل مكان، حيث توجد المشاكل والاضطرابات ثمة يد أميركية ومحراك شر يعمل هناك.
وليس من باب الطرفة السياسية ما يروى عن أحد وزراء خارجية أميركا عندما ركب الطائرة وسأله قائدها إلى أين فرد: إلى أين شئت في العالم، فما من مكان إلا ولنا فيه مشكلة ولدينا ما نقوله، أمر واقعي وصحيح، ولكن ماذا يحمل وراءه منذ أن كان، اليوم في فنزويلا، وفي سورية، ومع موسكو، ومع إيران، انسحاب من الاتفاقات التي وقعتها وكانت طرفا فيها، ترامب يمضي بغطرسة لاحدود لها إلى حيث الهاوية التي يظن أنها ستكون ملاذا وتعبر عن قوة واشنطن، ماذا يعني الانسحاب من معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة المدى؟
هل تظن واشنطن أن ذلك سوف يرعب موسكو، ويجعلها تفرمل صعودها على المشهد العالمي، بالتأكيد لو كان ذلك الغاية مما تريده واشنطن، فإن الأمر جاء عكس ما يتوقعونه، إذ أعلنت موسكو أنها بصدد تطوير صواريخ متوسطة غير موجودة في العالم كله، لكنها – موسكو- تركت الباب مفتوحا لواشنطن لمراجعة خطواتها، إذ أعلنت موسكو أنها لن تقوم بنشر صواريخها المتوسطة بأي مكان في العالم، إذ لم تفعل واشنطن ذلك قبلها.
باب متروك لواشنطن إغلاقه أو فتحه على مصراعيها، وقراءة هادئة للواقع تقول: لايعول على حكمة ترامب ولايمكن التنبؤ بما يمكن أن يقدموا عليه ولكن الخطوط العريضة تشي أننا أمام سباق تسلح جديد، لا أحد يدري إلى أين يصل بالعالم.
البقعة الساخنة
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 3-2-2019
رقم العدد : 16899
السابق
التالي