تقول غيتي إيماجز: بتوبيخ الكونغرس لتحالف ترامب مع السعودية، فإن القرار سوف يجبر ترامب بالتخلي عن حليفه الشرير السعودية. ولعل مشهد رجل يمني بائس ويائس من الحياة وهو يتفقد حطام مبنى دمر في غارات جوية بقيادة السعودية في العاصمة اليمنية صنعاء أثار ولو قليلاً من مشاعر السخط لما يفعله العدوان السعودي الجائر على اليمن. بسلطة الكونغرس على صانعي الحرب، وافق مجلس النواب الأمريكي على قرار أمس يجبر إدارة ترامب على سحب القوات الأمريكية من التورط في اليمن.
المشرعون الامريكيون في كلا الحزبين «الديمقراطي والجمهوري» في أميركا يشعرون بعدم ارتياح متزايد بشأن الأزمة الإنسانية في اليمن ويشككون في الشراكة الأمريكية مع هذا التحالف السعودي الحاقد، وسيمثل تمرير هذا القرار المرة الأولى التي يعتمد فيها الكونغرس على «قرار سلطات الحرب» الذي دام عقوداً من الزمن لوقف التدخل العسكري. كما أنها ستقيم مواجهة محتملة مع البيت الأبيض الذي هدد باستخدام حق النقض. وصوت مجلس النواب 248-177 للموافقة على هذا الإجراء، وإرساله إلى مجلس الشيوخ، حيث صدر قرار مماثل في العام الماضي.
المشرعون الامريكيون قالوا «لقد ساعدنا على خلق وتفاقم أكبر أزمة إنسانية في العالم»، وقالت ممثلة كاليفورنيا باربرا لي، وهي ديمقراطية، خلال المناقشة, «إن مشاركتنا في هذه الحرب، بصراحة تامة، أمر مخجل.»
وأضافت: إن الوقت ينفد لتحويل وقف إطلاق النار في اليمن إلى سلام, كما قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، إليوت إنجل، وهو ديمقراطي من نيويورك، إن التصويت يمثل «استعراضاً للكونغرس لدوره في السياسة الخارجية».
ويسارع المشرعون إلى الإشارة إلى أن ترامب بأنه لا يريد سحب القوات الامريكية من اليمن وهو يقول أي ترامب: إن قرارات مجلس النواب «معيبة» لأن القوات الأمريكية ليست متورطة بشكل مباشر في العمل العسكري في اليمن،
فمنذ عام 2015، تقول الإدارة الأمريكية إن الولايات المتحدة قدمت الدعم إلى التحالف السعودي الخليجي لغزو اليمن، بما في ذلك الاستخبارات، وحتى وقت قريب، للتزود بالوقود من الجو، وحجتها في عدم الانسحاب دائما هو أنه لم يكن لها قوات تشارك في «الأعمال العدائية». ولم يحتج الكونغرس بقرار سلطات الحرب، الذي يتطلب الموافقة على الأعمال العسكرية، منذ أن تم سنّه في عام 1973, حيث وافق المشرعون على تصاريح أكثر جرأة للحروب في العراق وأفغانستان التي يقول البعض إنها تستخدم على نطاق واسع للغاية بالنسبة للأعمال العسكرية الأخرى. وقد أظهر الديمقراطيون الذين شجعوا حديثاً في مجلس النواب، وهم يتوقون لمقابلة ترامب حول السياسة الخارجية، كما ابدى الجمهوريون في كلا المجلسين، استعدادهم لوضع مراجعة تشريعية لجدول أعمال الرئيس. وفي مجلس النواب، انضم 18 جمهورياً، بما في ذلك أعضاء الجناح التحرري من الحزب الجمهوري الموالي للتحالف وحلفاء ترامب في حزب الحرية المحافظ، إلى الديمقراطيين بتمرير الإجراء اليمني وقال النائب رو خانا، وهو ديمقراطي من ولاية كاليفورنيا، والذي صاغ التشريع: إن هناك تحالفاً بين الحزبين يشكك في التدخل العسكري بدون إشراف الكونغرس. «الأمر لا يتعلق باليمن فقط. وقال خانا في مقابلة معه: «إن الأمر يتعلق بالكونغرس الذي يتخذ موقفاً ويتعين على كل رئيس مستقبلي أن يفكر مرتين فيما إذا كان سيسمح بتدخل عسكري دون موافقة الكونغرس».
وقبل تصويت الأربعاء، وافق مجلس النواب بأغلبية ساحقة على إضافة تعديل قدمه الجمهوريون الذين يسعون إلى كشف الانقسامات الديمقراطية الناشئة عن الدعم لإسرائيل. ويعيد التعديل التأكيد على التزام الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم» في دعم اسرائيل ويقول: إنه من مصلحة الأمن القومي الأمريكي المحافظة على أمن اسرائيل. وتعرضت الممثلة الأولى لهان عمر، وهي ديمقراطية من ولاية مينيسوتا، وهي إحدى النساء الأميركيات المسلمات التي انتخبت مؤخراً للكونغرس، لانتقادات هذا الأسبوع بسبب تعليقاتها ضد منظمة «أيباك» المناهضة لإسرائيل والتي ربطت النقاد بالصور النمطية المعادية للسامية. وقد اعتذرت في وقت لاحق.
وأضاف مجلس النواب تعديلاً آخر من الحزب الجمهوري يسمح بمواصلة تبادل المعلومات الاستخبارية، والذي أثار الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية, وحذر هذا الاتحاد الأمريكي للحريات المدنية من أنه سيعطي الرئيس سلطة واسعة لتزويد المملكة العربية السعودية وآخرين بمعلومات استخبارية أمريكية عن اليمن، أما الآن فإن الإجراء تجاه اليمن يذهب إلى مجلس الشيوخ، حيث تمت الموافقة على قرار مماثل بشأن إزالة التدخل الأمريكي في الحرب بدعم من الجمهوريين في أواخر العام الماضي. في ذلك الوقت، كان الكونغرس حريصاً على إرسال رسالة قوية إلى كل من الرئيس والسعودية. ولم ينجح ترامب في نقض أي من إجراءات الكونغرس. ولكن إذا استخدم ترامب حق النقض ضد قرار اليمن فمن غير الواضح ما إذا كان لدى المشرعين ما يكفي من الدعم لتجاوزه، ورغم ذلك يقول الجميع: إن الوقت قد حان لإجبار ترامب على الموافقة على وقف إطلاق النار في اليمن واعادة السلام له.
ترجمة غادة سلامة
The Guardian
التاريخ: الجمعة 15-2-2019
رقم العدد : 16910
السابق