ممران إنسانيان لخروج المهجّرين المحتجزين من «الركبان» الثلاثاء.. والجيش يتصدى لاعتداءات الإرهابيين بريفي حماة وإدلب.. موسكو: خطة دقيقة لتطهير إدلب.. الإرهابيون يحضّرون لاستفزازات كيميائية.. ولا يمكن الصبر إلى ما لا نهاية
وسط تجديد روسيا تأكيدها ضرورة القضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب، وأنه لا يمكن الصبر إلى ما لا نهاية على وجود الإرهابيين، تم أمس الإعلان عن فتح ممرين إنسانيين بالتعاون والتنسيق بين الهيئتين التنسيقيتين المشتركتين السورية والروسية لعودة المهجرين إلى سورية، بهدف إخلاء المهجرين المحتجزين في مخيم الركبان في منطقة التنف من قبل قوات الاحتلال الأميركي ومرتزقتها الإرهابيين، هذا في وقت نفذت فيه وحدات الجيش العربي السوري عمليات مكثفة على مواقع المجموعات الإرهابية وعدد من مناطق انتشارها في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وكبدتها خسائر بالأفراد والعتاد ودمرت لها مرابض هاون ونقاطاً محصنة رداً على اعتدائها على المناطق الآمنة والنقاط العسكرية.
وفي التفاصيل جدد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التأكيد على دعم بلاده العملية السياسية لحل الأزمة في سورية وعودة الأمن والاستقرار إلى جميع أرجائها.
ووفق بيان للكرملين نقلته وكالة نوفوستي الروسية للأنباء استعرض بوتين خلال اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الوضع في سورية والمعلومات التي تشير إلى تحضير الإرهابيين لتنفيذ استفزازات جديدة باستخدام أسلحة كيميائية في منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وأوضح الكرملين في بيانه أن بوتين تطرق أيضاً إلى نتائج القمة الثلاثية لقادة الدول الضامنة حول تسوية الأزمة في سورية التي عقدت قبل يومين في مدينة سوتشي الروسية.
من جانبه جدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف التأكيد على ضرورة القضاء على بؤرة الإرهاب في إدلب، مشيراً إلى أنه لا يمكن الصبر إلى ما لا نهاية على وجود الإرهابيين فيها.
وأوضح لافروف خلال كلمة له أمس في مؤتمر ميونيخ للأمن أن الدول الثلاث الضامنة لعملية آستنة اتفقت خلال قمتها الأخيرة في سوتشي على إطلاق آلية الخطوة-خطوة لتطهير إدلب من التنظيمات الإرهابية، مشيراً إلى أنه سيتم وضع خطة دقيقة لذلك تحفظ حياة المدنيين وليس كما فعلت الولايات المتحدة عندما دمرت مدينة الرقة بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي.
ودمر التحالف الاستعراضي غير الشرعي الذي تقوده الولايات المتحدة مدينة الرقة بالكامل وارتكب مجازر وحشية بحق أهاليها وهجر عشرات الآلاف منها بزعم محاربة تنظيم داعش الإرهابي الذي أثبتت الوقائع أنه تلقى الدعم والحماية من واشنطن.
وكان رؤساء الدول الضامنة لعملية آستنة (روسيا وايران وتركيا) جددوا التأكيد في البيان الختامي للقمة التي عقدت في مدينة سوتشي الروسية قبل يومين على التزامهم الثابت بوحدة سورية وسيادتها واستقلالها وسلامة أراضيها ومواصلة مكافحة الإرهاب فيها.
ميدانياً رداً على اعتدائها على المناطق الآمنة والنقاط العسكرية نفذت وحدات الجيش عمليات مكثفة على مواقع المجموعات الإرهابية وعدد من مناطق انتشارها في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي وكبدتها خسائر بالأفراد والعتاد ودمرت لها مرابض هاون ونقاطا محصنة.
وأفاد مراسل سانا في حماة بأن وحدات الجيش نفذت رمايات بالأسلحة المناسبة طالت مرابض هاون ومنصات إطلاق قذائف صاروخية للمجموعات الإرهابية في محيط بلدتي اللطامنة وكفرزيتا كانت تستهدف من خلالها المدنيين في القرى والبلدات الآمنة المجاورة والنقاط العسكرية التي تحميها.
وبين المراسل أن الرمايات أدت إلى تدمير عدد من المرابض والمنصات والنقاط المحصنة للإرهابيين.
وفي منطقة محردة لفت المراسل إلى أن وحدات من الجيش نفذت عمليات مكثفة على مواقع المجموعات الإرهابية رداً على محاولة تسللها من محاور قرى وبلدات لطمين والأربعين والزكاة للاعتداء على النقاط العسكرية التي تحمي المدنيين في المنطقة وأوقعت في صفوفها قتلى ومصابين.
وأشار المراسل إلى أن وحدة من الجيش نفذت ظهر أمس رمايات مركزة على مواقع الإرهابيين في محيط بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي رداً على خرقها اتفاق منطقة خفض التصعيد ودمرت لهم نقاطاً محصنة وأوقعت عدداً منهم بين قتيل ومصاب.
وقضت وحدات الجيش العاملة في حماة أمس على عدد من الإرهابيين وكبدتهم خسائر بالأفراد والعتاد في ضربات صاروخية على مواقع تنظيمي «الحزب التركستاني» و»جبهة النصرة» في قريتي التوينة والحويز في الشريط الشرقي لسهل الغاب وأحبطت محاولة تسلل إرهابيين من «كتائب العزة» تحركوا من وادي الدورات شرق بلدة اللطامنة باتجاه النقاط العسكرية في المنطقة.
من جهة ثانية أصيب 3 مدنيين بجروح جراء اعتداء المجموعات الإرهابية بالقذائف الصاروخية على محطة توليد الكهرباء في مدينة محردة وعدد من البلدات بريف حماة الشمالي وذلك في خرق جديد لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب.
وأفاد مراسل سانا في حماة أن أضراراً مادية كبيرة وقعت في محطة محردة لتوليد الطاقة الكهربائية نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية بعد ظهر أمس بقذيفتين صاروخيتين سقطت إحداهما في محطة للتحويل الكهربائي فيها. وبين مدير المحطة المهندس علي هيفا في تصريح للمراسل أن قذيفتين صاروخيتين أطلقهما الإرهابيون على المحطة سقطت إحداهما في محطة التحويل الكهربائي للمجموعتين الثالثة والرابعة ودمرت القواطع الآلية باستطاعة «230 غيغا» فيما سقطت الثانية في مكب الخردة ولم تخلف أضراراً تذكر.
وأكد المراسل أن وحدات الجيش العاملة بالريف الشمالي دمرت 3 مواقع لإرهابيي جبهة النصرة في أطراف بلدات قلعة المضيق وحرش القصابية ومعرة النعمان بريف حماة وإدلب رداً على استهدافهم بالقذائف محطة محردة للكهرباء.
وبين المراسل في وقت لاحق مساء أمس أن المجموعات الإرهابية استهدفت بالقذائف الصاروخية الأحياء السكنية في مدينة السقيلبية بريف حماة الشمالي ما أسفر عن إصابة 3 مدنيين بجروح متفاوتة ووقوع أضرار مادية في المنازل والممتلكات.
وذكر المراسل في وقت سابق أن المجموعات الإرهابية المنتشرة في بلدة اللطامنة أطلقت قذائف صاروخية على الأحياء السكنية في مدينة محردة بالريف الشمالي الغربي أسفرت عن أضرار مادية بممتلكات الأهالي ومنازلهم دون وقوع إصابات بينهم.
وأشار إلى أن قذائف صاروخية أطلقها إرهابيون يتحصنون في وادي العنز غرب بلدة كفرزيتا سقطت على مدينة سلحب بالريف ذاته ما تسبب بوقوع أضرار مادية بالممتلكات.
بموازاة ذلك، وبهدف إخلاء المهجرين المحتجزين في مخيم الركبان في منطقة التنف من قبل قوات الاحتلال الأمريكي ومرتزقتها الإرهابيين تم أمس الإعلان عن فتح ممرين إنسانيين بالتعاون والتنسيق بين الهيئتين التنسيقيتين المشتركتين السورية والروسية لعودة المهجرين إلى سورية.
ولفت بيان صادر عن الهيئتين نشرته وزارة الدفاع الروسية على موقعها الإلكتروني إلى أن الحكومة السورية بالتعاون مع روسيا الاتحادية اتخذت قراراً بفتح معبرين إنسانيين بدءاً من الثلاثاء القادم في بلدتي جليب وجبل الغراب على أطراف منطقة التنف لخروج المدنيين المحتجزين من قبل قوات الاحتلال الأمريكي والمجموعات الإرهابية التابعة لها، مبيناً أنه ستقام مراكز لتسهيل الخروج الطوعي والآمن ودون عوائق للمهجرين السوريين إلى مناطق إقامة حسب اختيارهم.
وذكر البيان أن هذه المراكز ستعمل على مدار 24 ساعة بدءاً من الساعة التاسعة صباح يوم الثلاثاء 19 شباط الجاري لاستقبال جميع المهجرين بمن فيهم الذين ضاعت وثائقهم الثبوتية، مضيفاً إن المراكز ستوفر كل المساعدات والمستلزمات الأساسية للوافدين إليها وستتولى وحدات من الجيش بالتعاون مع الشرطة العسكرية الروسية مهمة ضمان سلامة المهجرين ومرافقتهم إلى أماكن الإقامة الجديدة.
وجاء قرار فتح المعبرين الإنسانيين بعد تقييم تجربة إرسال القافلتين الإنسانيتين إلى الركبان مؤخراً والتي أكدت أن ذلك لا يمثل حلاً مناسباً لمعاناة سكان المخيم وسط شكوك باستيلاء الإرهابيين المدعومين من واشنطن على معظم المساعدات التي تم إدخالها إلى المخيم بحسب البيان المشترك.
وحث البيان الهيئات الأممية على الانخراط المباشر في هذه العملية الإنسانية، داعياً الأميركيين لإبداء حسن النية لتحقيق مصلحة المهجرين السوريين المنكوبين.
وكانت الحكومة السورية وضمن جهودها للتخفيف عن المواطنين المحتجزين كرهائن في مخيم الركبان يسرت بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري قبل أيام وصول قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 133 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية من غذاء ودواء وطحين وألبسة ومواد تعليمية إضافة إلى لوازم حملة تلقيح ضد مرض الحصبة وشلل الأطفال والتهاب الكبد والسل.
ويعيش نحو 50 ألفاً من السوريين المهجرين بفعل الإرهاب في مخيم الركبان بمنطقة التنف التي تنتشر فيها قوات احتلال أميركية ظروفاً كارثية والتي أقل ما توصف به أنها أسوأ الأزمات الإنسانية في عصرنا الحديث.
سانا – الثورة
التاريخ: الأحد 17-2-2019
رقم العدد : 16911