الفيس هو أحد أشهر وأخطر وسائل التواصل الاجتماعي وقد تغلب على وسائل التواصل الأخرى وحتى على الصحف والمواقع الإلكترونية, تكتب ما تشاء، تمدح أو تذم من تشاء، تشهّر بمن تشاء وتعبر عما تشاء, صفحات من كل الأشكال والألوان.
صفحات ثقافية – صفحات لبيع الألبسة والعطورات – صفحات لبيع الموبايلات- صفحات تعليمية وأخرى طبية – صفحات وصفحات, هذه الصفحات لا تحتاج إلى رأس مال ولا إلى مكان أو زمان, في المنزل الواحد لكل فرد من أفراد الأسرة صفحتة الخاصة وأصدقاؤه الخاصين وفي بعض الأحيان للفرد الواحد أكثر من صفحة. لقد أفلتت الأمور من عقالها ولم يعد أحد يستطيع ضبطها, ويمكن إنشاء صفحة ونشر ما يريده صاحبها بها من إساءات وتشهير وافتراءات بحق الناس على اختلاف مشاربهم وحذفها قبل أن يتفطن إليها أحد من أصحاب الحل والعقد لاتخاذ الإجراءات القانونية بحق من أنشأها أو تجريمه إلكترونياً.
وهل نستطيع إنكار دور هذه الصفحات في سنوات الأزمة وكيف استطاعت أن تقيم الدنيا ولا تقعدها في بعض الأحيان من خلال نشرها أخباراً كاذبة وصوراً مفبركة وفيديوهات مزيفة.
هذا هو تشخيص الداء ولكن أين هو الدواء وما هو الحل لوقف هذا التسونامي الفيسبوكي.
الحقيقة المؤلمة أنه لا حل ولا دواء حتى ولو تم إصدار أقسى القوانين العقابية بحق مطلقي هذه الصفحات الصفراء أو مرتكبي الجرائم الإلكترونية.
هل تذكرون أول انتشار القنوات الفضائية هل استطاع أحد السيطرة على تلك القنوات التي تبث ما تشاء ووقت تشاء؟
لذلك درهم وقاية خير من قنطار علاج، أي كلما كنا موضوعيين وصادقين في طرح مشكلاتنا وأزماتنا كلما أفسدنا وفوّتنا على مطلقي هذه الصفحات فرصة النيل منا, أما غير ذلك فكأننا نحارب طواحين الهواء أو نلاحق أشباحاً.
عين المجتمع
ياسر حمزة
التاريخ: الخميس 21-2-2019
رقم العدد : 16915