ترامب يرمي «القنبلة الإرهابية الموقوتة» في الحضن الأوروبي .. والقارة العجوز تتهرب من«مواطنيها» في سورية!!

لاقت دعوة الرئيس الامريكي دونالد ترامب: بأن تقوم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا بإعادة مواطنيها من مقاتلي تنظيم داعش الذين يقاتلون في سورية وملاحقتهم ارتباكاً في أوروبا، حيث إن هذه الدول تتشبث بالصعوبات التي ينطوي عليها استرجاع المئات من الارهابيين العائدين من سورية بعد هزيمتهم في سورية والعراق. وقد تعهدت ألمانيا بتقديم مقاتليها الأجانب للمحاكمة، لكنها حذرت من أن إعادتهم إلى الوطن ستكون «صعبة للغاية»، في حين قالت فرنسا إنها لن تتصرف الآن وتستجيب لنداء ترامب ولكنها قالت بأنها ستعيد مقاتليها الارهابيين «كل واحد على حدة».
وقالت وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير ليين إن ألمانيا «يجب أن تكون قادرة على ضمان أن تكون المحاكمة ممكنة». وقال وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إن الإعادة إلى الوطن لن تكون ممكنة إلا إذا تم احتجاز المقاتلين العائدين على الفور، وهو ما سيكون «من الصعب للغاية تحقيقه».
حيث تحتفظ مليشيا قسد التي تدعمها الولايات المتحدة بمئات من الارهابين، فضلاً عن زوجاتهم وأولادهم، ويقاتل مقاتلو الجماعة الارهابية المتبقون في جيب يقل عن نصف كيلومتر مربع بالقرب من الحدود العراقية. ووصفت مليشيا قسد بأن المحتجزين لديها يمكن ان يفروا في أي لحظة، قائلة: إن المقاتلين يمكنهم الهروب وقال متحدث باسم مليشيا قسد إنهم لن يعمدوا إطلاق سراح معتقلي تنظيم «داعش» الارهابي الاجانب، لكن يتعين على الدول تحمل المسؤولية عنهم تماماً كما لقنهم سيدهم ترامب, حيث قال ترامب: يجب على الاتحاد الأوروبي استعادة 800 من مقاتلي تنظيم داعش الارهابي الذين تم أسرهم في سورية.
وقال ترامب يتوجّب على بريطانيا وفرنسا وألمانيا وحلفاء أوروبيين آخرين أن «يستعيدوا أكثر من 800 مقاتل من التنظيم الارهابي و محاكمتهم». وحذّر من أن البديل سيكون هربوهم، والولايات المتحدة «لا تريد أن تراقب كما يخترق مقاتلو تنظيم داعش الارهابي أوروبا».
يقول كاتب المقال لكن اعادة المقاتلين الأجانب وزوجاتهم وأطفالهم «بالتأكيد ليس بالسهولة التي يفكرون بها في أمريكا» ومن شبه المستحيل إثبات هوية الناس وجمع الأدلة ضد المقاتلين الارهابين الذين قد يقفون أمام محكمة أوروبية.
وفرنسا التي يشكل مواطنوها أكبر مجموعة من المقاتلين الارهابيين الأوروبيين في تنظيم داعش الارهابي رفضت بشكل قاطع استعادة المقاتلين وزوجاتهم، من بينهم 150 يعتقد أنهم في سورية.
وزير الخارجية، جان إيف لو دريان، أشار إليهم على أنهم «أعداء» الأمة الذين يجب أن يواجهوا الموت في سورية أو العراق. وقالت نيكول بيلوبيت، وزيرة العدل، إن الانسحاب الأمريكي قد خلق «سياقاً جيوسياسياً جديداً»، لكن في الوقت الحالي لم تغير فرنسا سياستها. وقالت: «في هذه المرحلة، لا تستجيب فرنسا لمطالب ترامب» لاستعادة المئات من المسلحين الارهابين، ولكنها ستفعل ذلك حسب كل حالة.
وقالت بريطانيا: إن مقاتليها لن يعودوا إلا إذا طلبوا المساعدة من القنصلية الموجودة في تركيا، لكنهم يعترفون بأنها تواجه معضلة، خاصة فيما يتعلق بالزوجات والأطفال، وتحدياً رئيسياً إما لمقاضاة المقاتلين الارهابيين أو منعهم من القيام بأعمال إرهابية في وطنهم. ودعا وزير العدل البلجيكي كوين جينس إلى «الحل الأوروبي»، وحث على «التأمل الهادئ والنظر إلى ما يمكن أن يشكل أقل المخاطر الأمنية». لكن وزير الخارجية الهنغاري ، بيرتر قال: إن القضية كانت «واحدة من أكبر التحديات التي تنتظرنا في الأشهر المقبلة» وإن المسعى الرئيسى للدول الأوروبية الآن يجب ألا يكون السماح لها بالعودة إلى أوروبا»
فالتباين الاوروبي في التعامل مع دعوة ترامب لـ«استعادة مقاتلي تنظيم داعش الارهابيين» من سورية واضح, حيث ظهر تباين في المواقف الأوروبية إزاء دعوة ترامب لاستعادة أوروبا لمقاتليها الارهابيين. ووصف جميع المسؤولين الاوروبيين المعتقلين الارهابيين بأنهم «قنبلة موقوتة» ومن الممكن أن يفروا عبر الاراضي التركية. وكان ملف استعادة «الارهابيين» العائدين من سورية أحد الملفات التي فرضت نفسها على نقاشات وتصريحات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، يوم (الاثنين) الماضي. وقالت كارين كينسل، وزيرة خارجية النمسا، إن «أوروبا لن تستطيع أن ترد بشكل موحد على المطلب الأميركي باستعادة دواعشها الارهابيين من سورية، وإن الأمر سيعتمد على رؤية كل دولة وكيفية تعاملها مع هذا الملف لأن هناك دولاً لديها عدد كبير من المقاتلين الارهابيين وأخرى لديها عدد قليل جداً، كما ستنظر كل دولة إلى هذا الموضوع في إطارها القانوني للتعامل مع مثل هذه الحالات».
أما وزير خارجية المجر (هنغاريا) بيتر زيجارتو، فقال: «هذا واحد من التحديات الكبيرة والصعبة خلال الأشهر القادمة ولكن يجب أن نركّز جهودنا أولاً على قطع الطريق على الارهابيين للعودة إلى أوروبا وقد نغلق طريق غرب البلقان ونشدد إجراءات مراقبة الحدود الخارجية».
كذلك قال وزير خارجية لوكسمبورغ جان أسلبورن، قبل إجراء المباحثات في بروكسل مع نظرائه الأوروبيين: «هذه مشكلة، نحن على دراية بذلك في أوروبا»، منتقداً إثارة ترامب للقضية عبر موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي. وأضاف: «إذا أردنا التوصل لحل منطقي فإنه تتعين علينا مناقشة الأمر، لا أن نتبادل تغريدات. هذا أمر غير منطقي».
وكانت فيديريكا موغيريني، منسقة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي قد قالت: إن إعادة ما يعرف بـ«المقاتلين الأجانب الارهابيين» الأوروبيين في شمال سورية، إلى بلدانهم، استجابة لطلب الرئيس ترامب. وقالت موغيريني في تصريح على هامش اجتماع مجلس الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي: «على حد علمي، كان الطلب موجهاً إلى الدول الأعضاء… يمكن أن تكون (المسألة) جزءاً من النقاش». كذلك، أعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء الدنماركي، مايكل ينسن، رفض بلاده استقبال «الدواعش الارهابيين»، قائلاً: إن «الحديث يدور عن أخطر أشخاص في العالم، ولذا لا ينبغي لنا أن نستقبلهم». وأشار إلى أن قرار ترامب سحب القوات الأميركية من سورية الذي أعلن عنه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، سابق لأوانه، وكانت بريطانيا قد أعلنت سابقاً أنها لن تقبل عودة عناصر تنظيم «داعش الارهابيين»، وقال وزير الأمن البريطاني بن ووليس، في تصريحات سابقة، إن حكومة بلاده لن «تخاطر بأرواح مواطنيها لاستعادة الارهابيين المحتجزين في سورية والعراق». كما أكد وزير الداخلية البريطاني ساجيد جاويد، أنه «لن يتردد» في منع عودة البريطانيين المنتمين إلى تنظيم «داعش الارهابي»، وقال: «بصفتي وزيراً للداخلية، فإن أولويتي هي ضمان سلامة وأمن هذا البلد ولن أسمح بتعريضه للخطر».
بقلم جون هينلي

 

ترجمة : غادة سلامة
التاريخ: الثلاثاء 26-2-2019
الرقم: 16918

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
مسؤول أممي: إعمار سوريا ضرورة لاستقرار المنطقة الذهب والمعادن الثمينة.. فرصة لتعميق التعاون بين سوريا وأذربيجان أول سفير تركي في دمشق منذ 2012 ..ترسيخ للعلاقات والتعاون الاستراتيجي بمشاركة 50 صناعياً.. انطلاق معرض خان الحرير للألبسة الرجالية في حلب بحث تعزيز التعاون بين جامعة حلب ومنظمة و"إيكاردا" و "السورية للبريد" هاكان فيدان يعيّن نُوح يلماز سفيراً لتركيا في سوريا "المؤتمر الطبي الأوروبي العربي الأول".. شراكة للعلم والحياة قطر وباكستان تجددان دعمهما لوحدة وسيادة سوريا الأمم المتحدة: 300 ألف لاجئ سوري عادوا من لبنان إلى وطنهم منذ مطلع 2025 وزير التعليم العالي: سوريا تنهض بالعلم من جديد وتستعيد مكانتها الطبية في العالم مايك بومبيو: أحمد الشرع هو “الرهان الأفضل” لمستقبل سوريا والمنطقة مئة يوم على اختفاء "حمزة العمارين" في السويداء ومطالب حقوقية بكشف مصيره أسعار المدافىء في حلب تحول بين المواطن ودفئها.. والغلَبة للبرد..!   وفد إعلامي سوري يختتم زيارة إلى قطر لتعزيز التعاون الإعلامي بيروت تُعين هنري قسطون سفيراً لها في سوريا قطاع الكهرباء.. فرص واعدة وتحديات قائمة  بدعم من اليونسكو.. تدريب إعلامي يعزز التغطية المحايدة الدكتور عبد الحكيم المصري: ممارسات "الفلول" تهدف لعرقلة جهود النهوض  جهود مكثفة لإعمار المساجد في إدلب..  "هيومانيتي آند إنكلوجن": تطهير غزة من الذخائر غير المتفجرة يستغرق 30 عاماً