لم يغب المشهد السوري عن الواجهة لحظة واحدة, منذ أن بدأ العدوان على سورية, فكل يوم, بل كل ساعة ثمة ما هو جديد, يظهر كمّ الحقد الذي يكنه أعداء الحياة والحضارة والحياة لسورية, ولدورها الإنساني والحضاري, وقدرتها على التأثير في المشهد السياسي, سواء على مستوى المنطقة والعالم, ومع ما ارتكبوه من فظائع جربوا حتى أشنعها وأكثرها قدرة على الفتك لعلهم يصلون إلى تحقيق ما يرمون إليه, لكنهم وصلوا الجدار المسدود.
جربوا الأدوات نفسها مرات ومرات وسلحوا, دربوا و فخخوا فجروا, عملوا على التضليل وضخ آلاف الأكاذيب والنتيجة واحدة لا غيرها والصمود السوري راسخ ويمضي إلى تعزيز مسارات النصر التي لا مناص منها, ما جعل مشغلي الإرهاب يعيدون الكثير من الحسابات التي لم تفض بهم إلى نتيجة يمكنهم الركون إليها, الانسحاب من سورية تارة تحت يافطة القضاء التام على داعش (لقد تم وانتهى كما يقول ترامب) ولابد من الانسحاب والمتاجرة أو سرقة عمل لم يقم به هو ولا من معه, بل كانوا اليد التي تزود داعش وتعمل على حمايتها واحتضانها, وقد تأكد ذلك مرات ومرات, ومازال.
ترامب المتخبط بكل ما يقوله, لا يعرف كيف يمكنه أن يخرج من الورطة التي وضع نفسه فيها, ومعه حلفاؤه الذين يعمل بعضهم ليس كحلفاء, بل كأجراء وتابعين, يسترضون ترامب لإبقاء قوات احتلاله, بينما القراءة الواقعية في إدارته وهو يعرف أن الأمر بات خارج القدرة على إحداث خرق أو تغيير مهما كان, فعندما كانت المجموعات الإرهابية بالآلاف وتسيطر على مساحات واسعة من الأرض ومدعومة مما سمي تحالفاً دولياً, لم يكن لها أن تحقق أي شيء, فكيف الآن؟
وقد ترسخ مسار النصر السوري, ويزداد اتساعاً بكل الجغرافيا ولن يمضي وقت طويل حتى تعود إدلب وما بقي من الجغرافيا السورية, فتراب سورية مقدس بكل حبة تراب, من الحسكة إلى دير الزور إلى الجولان, وما يدلي به ترامب ومن يتبعه ليس إلا صراخ اللحظات الأخيرة, لكنها لن تكون بذات جدوى, فالمشهد قد ارتسم تماماً, والسوريون جذروا القدرة لدى شعوب العالم على أن الشعب المتمسك بسيادته وحريته, وقراره المستقل, لا يمكن لأي قوة مهما عتت أن تهزمه.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 26-2-2019
الرقم: 16918