الزئبق معدن ثقيل أبيض فضي, يكون سائلاً في الظروف العادية.. ففي الطبيعة ثمانون فلزاً جميعها صلبة, باستثناء واحد منها وهو الزئبق..
وهو معروف للانسان منذ قديم الزمان, وقد جاء ذكره في كتب أرسطو طاليس وثيوفراستوس وفيتروفيوس وغيرهم.. وفي القرن الأول قبل الميلاد عاش طبيب يوناني اسمه ديوسكورديوس أطلق عليه اسم» هيدرارجيوم» ومن هذه الكلمة التي تعني «الماء الفضي» أخذ العلماء الحرفيين«Hg» كرمز للزئبق..
اكتشفت منذ القدم مخاطر الزئبق.. حتى إن قادة الإمبراطورية الرومانية, كانوا يرسلون أسراهم وسجناءهم إلى العمل في مناجم الزئبق. إدراكاً منهم بانه خير عقاب.
كان العمل في مناجم الزئبق مفنياً وقاتلاً في الماضي.. ولايزال العديد من الهياكل العظمية البشرية موجوداً حتى الآن في أعماق المناجم التي استخرج منها الزئبق.
قال الكاتب الإنكليزي كبلينج «أفضل الموت على العمل في مناجم الزئبق, حيث تتفتت الأسنان في الفم».
ويؤكد العلماء اليوم على سمية الزئبق.. لأنه يهاجم مباشرة النظام العصبي المركزي, فضلاً عن الكليتين والكبد والأمعاء والطحال والبشرة, كما يسبب الخمول وضعف السمع والنظر والذوق والتهاب اللثة وسيلان اللعاب.. ويستنزف بسرعة الجهاز المناعي, وينقص بشدة الوظيفة التناسلية, ويرتبط الزئبق بالهيموغلوبين في الكريات الحمر منقصاً حملها للأوكسجين.
وثمة عشرات الأمراض الناجمة عن الزئبق والقائمة ليست حصرية.. إنما شديدة الاقتضاب.
لذلك يصنف الزئبق كثاني أخطر مادة على جسم الإنسان, بعد الإشعاعات الذرية..
وختاماً.. إن الزئبق منذ تبدت سوءاته, لم يخرج من قفص الاتهام..
د. محمد منير أبو شعر
التاريخ: الجمعة 1-3-2019
الرقم: 16921