مهما ارتفعت وتيرة التصريحات الأميركية، فلم تعد حتى بنظر الوكلاء أكثر من «بروباغندا» إعلامية فارغة المحتوى، لطمأنة دافعي الأموال وممولي الإرهاب طوال الثماني سنوات بأن ما تم رسمه في الكواليس والغرف السوداء سوف يتحقق، وأن حكاية إسقاط سورية الدولة باتت مجرد وقت، حيث لم تدرك واشنطن أن كل ما سوقته تم تكذيبه وكشفه، ولم يعد التضليل الذي تستخدمه ينطلي على أحد، مع أنها لم تكن وحيدة في عمليات الإشاعة والترويج، ومدت أذرعها في جميع الاتجاهات كي تنجح في مهمتها لكن دون جدوى، ولهذا تحاول اليوم إجهاض أي عملية إنسانية تُعيد المهجرين إلى مدنهم وقراهم وتقيهم ويلات المخيمات واللجوء، وذلك بهدف الاستثمار في قضيتهم والمتاجرة فيها، كما تراوغ بقرارها حول الانسحاب المزعوم، عبر إبقاء جزء من قواتها لحماية «قسد» من قوات النظام التركي.
تسخين نار المعارك، ورفع حرارة التحضيرات، يجبر العصابات المدعومة أميركياً على خفض سقف أحلامها وجعلها أكثر انحداراً، ويربك داعمها في البيت الأبيض، في وقت تفقد فيه الأوراق التركية قيمتها، وتسقط معها ضماناتها للإرهابيين الذين عللتهم بالآمال طوال الفترة الماضية، لذا ورطتهم بالخرق المتكرر لمناطق خفض التصعيد الذي لن يفيدهم بشيء، لأن الجيش العربي السوري يدرك أكثر من غيره خطط النظام التركي، ومن خلفه تلك العصابات وتبعيتهم المطلقة لمشغليهم في الخارج، ويعرف أكثر من غيره نقاط الضعف والقوة عندها، ويستعد اليوم للإجهاز عليهم وجعلهم من الماضي.
تصعيد الهجمات الإرهابية، يؤكد مجدداً أن النظام التركي يمعن في التملص من وعوده والتزاماته، ويسعى للالتفاف عليها محاولاً التقرب من جميع الأطراف، لكن يده الملوثة بالدماء لا تشجع إلا شركاءه في ارتكاب الجرائم على الأخذ فيها، وخاصة بعد أن نكث بوعوده أكثر من مرة تحت ذرائع وهمية، مع أن الدول الضامنة في آستنة وسوتشي سهلت له مهمته في التخلص من الإرهابيين، بينما لم يبد هو حتى الآن أي إرادة لكبح جماح تنظيماتهم التي تسحب عربة أطماعه، ورغبته بإعادة عهود التوسع والاستعمار، وقضم أراض من سورية، والاعتداء على شعبها، ما يؤكد أنه وإياهم يعزفون على الوتر نفسه، ويسيرون في فلكه ويحققون له غاياته.
كل ما تفعله أميركا وتركيا وبقية منظومة العدوان، يؤكد هدفهم بإطالة أمد العدوان على سورية، لكن مهما اختلفت تسميات الإرهابيين وتعددت تبعيتهم أو تنوعت الدول الداعمة لهم، ومهما اختلفت السيناريوهات وازدادت معها المماطلات من قبل أميركا وتركيا وغيرهما من أتباع ووكلاء، فالجيش العربي السوري مستمر بالقيام بمهمته الوطنية وواجبه الشرعي في اقتلاع الإرهاب، وإنهاء وجوده من جميع الأراضي السورية.
كتب حسين صقر
التاريخ: الجمعة 8-3-2019
الرقم: 16927