تتقاطع هموم ألعابنا الرياضية الفردية منها والجماعية في نقطة انخفاض سوية النجومية، وتدور حول محور النقص العددي للبارزين والمتميزين، ما أنتج غياباً شبه كامل للرديف وأوصل الكثير من الألعاب إلى سن اليأس ورماها بداء الشيخوخة المبكرة.
فعلى الرغم من سعي اتحادات الألعاب لإقامة بطولات الفئات العمرية الصغيرة، والشغف المصطنع الذي تبديه إزاء القواعد، لكنها بقيت عاجزة عن توفير البنية المتينة لتلك الألعاب، ومع مرور الزمن واقتراب الكثير من النجوم إلى عتبة الاعتزال، بدأت ألعابنا تتلمس عمق الإشكالية التي تعاني منها، من دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن المواهب واكتشافها، والعمل على صقلها ورعايتها وتدريبها وفق أسس علمية مدروسة، أو أنها -وهذا ما يحدث دائماً- تكلف المدربين المبتدئين أو ذوي الإمكانات المحدودة أو البعيدين عن الأضواء والشهرة أو بعض اللاعبين المعتزلين بمهمة الإشراف على هذه الفئات العمرية، فيكون المصير الحتمي الفشل والشح المستعصي في ماهية النجومية وأعداد المتميزين، وهذا الأمر لا يقتصر على الاتحادات فحسب، وإنما يتعدى إلى الأندية والمراكز التدريبية، وتحت ذرائع قلة الموارد وضغط النفقات وندرة الخبرات التدريبية والكفاءات الفنية والإدارية أيضاً..؟!
وتتجلى هذه الصورة في الرياضات الفردية أكثر منها في الألعاب الجماعية، فالأولى تعتمد بشكل رئيسي على الإمكانات الذاتية والموهبة المحضة، فيما يكون العمل الفريقي وتقاسم الأدوار أساساً راسخاً للألعاب الجماعية، وفي العموم فإن الشكوى واحدة في كل الألعاب، وكذلك فإن الحلول متطابقة، إلا في بعض التفاصيل والدقائق، ونعتقد أن رياضتنا كانت وستبقى معيناً لا ينضب للمواهب التي تستحق اهتماماً ودعماً أكثر بكثير مما تلقاه.
مازن أبو شملة
التاريخ: الجمعة 8-3-2019
الرقم: 16927