ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
هي حيثية يمكن أن تشكل منعطفاً نحو أفق جديد في العلاقات الدولية وسياساتها المتخمة بالعدوانية والعنصرية التي تقودها واشنطن وتتبعها “أوروبا” بشكل ببغائي مجنون….
في مرحلة ما … زمن ما… كانت السياسة الأوروبية تشكل توازناً دولياً في مواجهة السياسة الأميركية المتغطرسة وهذا ما أدى إلى توازن معقول…
مع بداية التسعينات وانهيار منظومة الاتحاد السوفييتي وتفرد أميركا بالسياسة الدولية عبر ممارسة سياسة القطب الواحد تدحرجت كرة الثلج وأدت هذه السياسة التي تهدف للسيطرة على العالم إلى خلخلة التوازن الدولي ونشوب نزاعات استمرت إلى وقتنا هذا…
يبدو أن الوضع الحالي وما وصل إليه وسيطرة واشنطن على القرار الدولي واتباعها سياسة دعم الإرهاب ورسم جغرافية على مقاسها عبر التدخل بالشؤون الداخلية للدول… والعمل على قلب أنظمة الحكم غير المتوافقة مع سياستها… يبدو أن هناك أصواتاً بدأت ترتفع في أوروبا تطالب بوقف السير وراء هذه السياسة المدمرة…
فكلام رئيس النمسا وتصريحه منذ يومين أن “مزمار ترامب لا يطربنا” لهو دليل على عدم الرضا على سياساته القاضية بتحجيم العالم على مقاس واشنطن… تبعه توبيخ “ميركل” لوزيرة دفاعها التي اندفعت إلى خيار المواجهة مع الروسي لصالح أميركا بإرسال سفن ألمانية إلى البحر الأسود… لهو دليل على الاعتراف بقوة أخرى فرضت إيقاعها على الساحة الدولية لجمت إلى حد كبير الأطماع الأميركية وتهورها الجنوني في ملفات “العالم”….
هي روسيا التي شكلت على مدى عقود “صمام” أمان العالم عادت لتكون عبر محوريتها وفاعليتها قوة فاعلة عاقلة تجاه جنون العظمة الأميركية…

السابق
التالي