ثورة أون لاين-أحمد حمادة:
يقوم الجيش الأميركي كل اثنتي عشر دقيقة بإلقاء قنبلة ما على نقطة معينة في هذا العالم المنكوب بالسياسات الأميركية الاستعمارية، وربما كان النصيب الأكبر منها على قرى سورية الآمنة ومدنها الجريحة كما هو حال الباغوز وأرياف الجزيرة السورية التي تقصفها يومياً طائرات التحالف الأميركي المزعوم ضد الإرهاب.
وهذه السياسات العدوانية تسببت في العقدين الأخيرين بمقتل مئات ألوف البشر، وكانت منطقتنا العربية قد حصدت الحصة الأكبر منها، ناهيك عن تدمير مدنها الممنهج كما حدث في الرقة الشهيدة التي حولتها آلة الدمار الأميركية إلى ركام بحجة قصف داعش المتطرف.
وليس هذا فحسب بل أنفقت الولايات المتحدة الأميركية على عملياتها العسكرية في الخارج بحدود خمسة تريليونات دولار منذ العام ألفين وواحد، في الوقت الذي ازدادت فيه ديونها بنحو اثنين وثلاثين مليون دولار في الساعة.
وهناك مئات الأمثلة والأرقام والمعلومات المشابهة، وهي ليست من بنات أفكارنا ولا محاولة لتشويه صورة أميركا (الجميلة!) بل هي حقائق صادرة عن وسائل إعلام أميركية، وتحديداً عن مجلة (كاونتر بانش) الأميركية التي تقول أيضاً إن واشنطن لن تتمكن من تمويل إمبراطوريتها العسكرية إلى الأبد في ظل هذا الإنفاق الخيالي.
وهكذا باعتراف أصحاب البيت أنفسهم فإن واشنطن هي التي تجعل العالم أكثر خطورة، وهي التي تغرق نفسها في مستنقع الديون أكثر فأكثر، وهي التي تدير الحروب والكوارث والتنظيمات المتطرفة، ثم تدعي حمايتها لحقوق الإنسان.
كما أن أصحاب البيت أنفسهم يقرون بأن عدد المسلحين المتطرفين زاد بنسبة مائتين وسبعين بالمائة منذ انطلاق الحملة الأميركية المزعومة لمحاربة الإرهاب في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول وحتى اليوم، فعلى من تكذب أميركا؟ وكم تحتاج من الدجل لتجمل صورتها التي تذوب عنها المساحيق كل ثانية؟!.