حالة من اليأس والشعور بالتعب خيمت على أجواء القمة الأوروبية التي انطلقت أمس في العاصمة البلجيكية بروكسل, والتي تم تخصيصها لمناقشة ملفات مهمة أبرزها ملف «بريكست» الذي وصل إلى طريق مسدود بعد رفض البرلمان البريطاني للاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي, وسط انقسامات بين القادة الأوروبيين حول التعامل مع طلب رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي بتأجيل موعد انسحاب بلادها حتى نهاية حزيران القادم, حيث تلتزم فرنسا بموقف متشدد وتحظى بدعم المفوضية الأوروبية، فيما تبدي ألمانيا ذات المصالح الاقتصادية الضخمة في المملكة المتحدة ليونة نسبية وفق الدبلوماسيين, الأمر الذي يترك بريطانيا عرضة للخروج دون اتفاق .
حيث بدأت أمس في مقر المجلس الأوروبي في بروكسل أعمال قمة رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي في دورتها الـ 22 والتي تستمر يومين, لبحث آفاق التعامل مع مغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي, والعلاقات مع الصين والسياسة الصناعية الأوروبية وعددا من الشؤون المالية والاقتصادية .
وكثف القادة الأوروبيون الضغوط على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي للحصول على تأييد برلمانها على خطة بريكست التي توصلت إليها مع بروكسل، محذرين من أن البديل سيكون خروجا من الاتحاد بدون اتفاق الأسبوع المقبل, وأن التأجيل لن يكون ممكنا إلا بعد موافقة البرلمان البريطاني الأسبوع المقبل على الاتفاق الذي رفضه مرتين بأغلبية كبيرة.
رئيس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك أكد على أن الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد بدأت تشعر بالتعب مما اعتبره مماطلة بريطانيا، مشدداً على تصميم الأوروبيين العمل على فرض شروطهم وإيصال عملية بريكست إلى بر الأمان, وأعرب عن أمله في أن يتفق زعماء الدول الـ 27 على مدة التأجيل, وأن يوافق مجلس العموم البريطاني على الاتفاق, ما يعني إمكانية المصادقة على الموعد الجديد لبريكست بإجراء مكتوب دون الحاجة لقمة استثنائية.
من جهته أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بريطانيا ستخرج من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في حال رفض برلمانها اتفاق بريكست مجددا .
ونقلت وكالة فرانس برس عن ماكرون قوله أمس أثناء وصوله إلى القمة الأوروبية في بروكسل أنه: في حال صوت البرلمان البريطاني ضد الاتفاق, فإننا سنتجه إلى بريكست دون اتفاق .
رئيس الوزراء الهولندي مارك روته قال بدوره أنه يتوقع من باقي قادة الاتحاد الأوروبي الموافقة مبدئيا على طلب ماي تأجيل بريكست, إلا أنهم بعد ذلك سيضعون الكرة بشكل تام في ملعب البرلمان البريطاني ليتخذ القرار.
بدورها قالت المستشارة الألمانية أنغيلا مركيل قبل دخول قاعة الاجتماعات إن أي تمديد لمهلة مغادرة بريطانيا للاتحاد تستوجب الحصول على توضيحات محددة من لندن, ولم تستبعد ميركل عقد قمة خاصة حول المسالة الأسبوع المقبل في حال توضيح الرؤية داخل مجلس العموم البريطاني .
من ناحيتها قالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي: إن تمديدا قصيرا سيمنح البرلمان وقتا للقيام باختيار أخير يفي بنتيجة الاستفتاء, مشددة على أنها تريد الخروج من التكتل باتفاق .
وكالات – الثورة :
التاريخ: الجمعة 22-3-2019
الرقم: 16938